صفحة : 333   

دراسة شخصية العدو:

وقد قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «إني رأيت هذا الخبيث جرياً شجاعاً، فكمنت له، وقلت: ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الليل فيطلب مناغرة».

وهذا يعطينا أمرين:

الأول: أنه لا بد من دراسة شخصية العدو، وحالاته، وخصائصه.

الثاني: أن تكون لدينا القدرة على توقع ما يمكن أن يقدم عليه ذلك العدو، من خلال فهمنا لحالاته، وطبيعة تفكيره..

الثالث: المبادرة إلى تفويت الفرصة عليه، وضربه قبل أن يتمكن من فعل أي شيء، وعدم الإنتظار لما يصدر منه وعنه، فلا تكون حركتنا مجرد ردات فعل لما يكون منه.

وهذه المعرفة بالعدو، ثم توقع طبيعة تصرفاته، ثم الإقدام على توجيه الضربات المناسبة له، تجعل في الحرب حيوية، وتعطيها معنى جديداً في اسلوبها وفي حركتها، ثم في نتائجها. وبذلك يفقد العدو القدرة على التركيز، ويقع في حالة من الإرباك والضياع..

وهذا هو الذي يقرر مصير الحرب.

 
   
 
 

موقع الميزان