صفحة : 332   

لا أخفي عنكم سراً إلا في حرب:

وقد رأينا أن أمير المؤمنين «عليه السلام» انطلق للقيام بواجبه، مراعياً عنصر السرية التامة، على قاعدة: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان..

وعلى قاعدة: إن لكم عليَّ أن لا أحتجز عنكم سراً إلا في حرب([1]).

وقد كانت المهمة عسكرية حربية هنا، ثم رأينا كيف راعى النبي «صلى الله عليه وآله» خصوصية السرية فيها أيضاً، حين سئل عن علي «عليه السلام» فأشار إلى أنه في مهمة، ولكنه لم يفصح لهم عن طبيعتها، بل هو لم يشر إلى طابعها: هل هو عسكري، أو استطلاعي، أو تمويني، أو غير ذلك.

ولو أن النبي أو علياً «صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما» أفصحا عن شيء من ذلك، فإن المنافقين قد يوصلون الخبر إلى بني النضير " ، وربما يتمكن بنو النضير من إفشال المهمة، أو على الأقل يتمكنون من تقليل مستويات النجاح فيها، ولو من خلال إنجاد سريتهم العاملة، أو مساعدتها على الفرار والنجاة، أو الإختفاء في الأمكنة المناسبة.


 

([1]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج3 ص79 والأمالي للطوسي ج1 ص221 و (ط دار الثقافة) ص217 وبحار الأنوار ج33 ص76 و 469 وج72 ص354 وميزان الحكمة للريشهري ج1 ص124 وأعيان الشيعة ج1 ص463 والمعيار والموازنة ص104 وشرح النهج للمعتزلي ج17 ص16 صفين للمنقري ص107 ونهج السعادة ج4 ص229.

 
   
 
 

موقع الميزان