إن السنن التي
أجراها رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
حين ولد الإمام الحسن
«عليه
السلام» قد حملت معها أروع الدلالات، ولا سيما لجهة إعلام الناس كلهم:
أن عليهم أن لا يعتبروا المولود، ولو في ساعاته الأولى بمثابة الجماد
الخالي من أي شعور أو إدراك. بل هو يتأثر بالأصوات، وبالكلام الذي
يسمعه، ويتفاعل بمعانيه، بالنحو وبالمستوى المناسب لحاله وقت ولادته..
كما أن
للحالات التي تحيط به، وللأفعال التي تمارس بالقرب منه آثارها عليه
سلباً أو إيجاباً، بحسب اختلاف طبيعة تلك الممارسات، ووفق ما تكون عليه
تلك الحالات..
وللطفل علاقات
بذلك كله.. تتناسب مع عالمه الذي يعيش فيه، والقدرات المتوفرة لديه،
والحالات التي هو عليها..
بل إن النبي «صلى الله عليه وآله» يفهمنا:
أن لون الخرقة التي يلف المولود بها يؤثر عليه سلباً، أو إيجاباً.
فحين جيء
بالإمام الحسن
أو
الحسين
«عليهما
السلام» وقد لف بخرقة صفراء رماها، وقال: ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا
المولود بخرقة صفراء.
وذلك كله..
يوضح لنا أن الأذان في الأذن اليمنى والإقامة بالأذن اليسرى للمولود لم
يكن عبثاً، ولا كان مجرد مراسم تجرى لنيل بركة الألفاظ وثوابها، بل هي
أعمال لها آثار حقيقية، على روح وعقل، ونفس وشخصية المولود.. وإن لم
نستطع تحديد هذه الآثار، بسبب محدودية المعارف التي نملكها، وعجز
الوسائل المتوفرة لدينا..
كما أن لريق
رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
آثاره
ودلالاته وإيحاءاته التي وإن لم نستطع تأكيدها، ولكننا لا نستطيع
نفيها، وهذا كاف في إلزامنا بها من الناحية العملية.
|