صفحة : 159   

الوعود لوحشي:

لقد سارت قريش إلى حرب أُح د بحدها وجدها، وأحابيشها  ومن تابعها، وكانوا ثلاثة آلاف مقاتل، وقيل خمسة آلاف، ومنهم سبعمائة دارع، ومعهم مئتا فرس، وكانوا بقيادة أبي سفيان ..

وكان معهم وحشي غلام جبير بن مطعم ، الذي وعده سيده جبير بالحرية، إن هو قتل محمداً، أو علياً، أو حمزة  بعمه طعيمة بن عدي ([1]).

كما أن هنداً زوجة أبي سفيان حرضته على قتل واحد من هؤلاء الثلاثة، فقال وحشي : أما محمد فلن يسلمه أصحابه، وأما حمزة  فلو وجده نائماً لما أيقظه من هيبته، وأما علي فإنه حذر مرس، كثير الإلتفات([2]).. ثم اختار أن يقتل حمزة «رحمه الله» فقتله بحربته المشؤومة..

وقد أظهر ما جرى لحمزة : أنه ليس للمحارب أن يعتمد على الشجاعة وحدها، أو على هيبته وخوف الناس منه، فقد يستغل بعض الجبناء غفلته، ويوقع به.

بل لا بد من الحذر الشديد، والتنبه المتواصل، وكثرة الإلتفات، ليبقى على علم بمحيطه الذي هو فيه، وليتمكن من معرفة المكامن، وما تختبئهُ له الثغرات المختلفة من حوله.. ثم ما يستجد عليها بإستمرار..


 

([1]) السيرة الحلبية ج2 ص217 و (ط دار المعرفة) ج2 ص488 والسيرة النبوية لدحلان (مطبوع بهامش الحلبية) ج2 ص20 وبحار الأنوار ج20 ص96 وعمدة القاري ج17 ص78 وصحيح ابن حبان ج15 ص480 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص243 وأسباب نزول الآيات ص193 والثقات لابن حبان ج1 ص221 وسير أعلام النبلاء ج1 ص174 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص188 والكامل في التاريخ ج2 ص149 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص169 والبداية والنهاية ج4 ص12 والسيرة النبوية لابن إسحاق ج3 ص302 والسيرة النبوية لإبن هشام  ج3 ص582 وإعلام الورى ج1 ص180 وعيون الأثر ج1 ص406 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص20 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص183.

([2]) راجع: المغازي للواقدي ج2 ص285 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص243 وج15 ص11 والدرجات الرفيعة ص67 وأعيان الشيعة ج6 ص246 والمجالس الفاخرة ص287.

 
   
 
 

موقع الميزان