علي عليه السلام وكتائب المشركين

   

صفحة : 167-169   

علي عليه السلام وكتائب المشركين:

وحين انهزم الناس عن النبي في أُحد غضب «صلى الله عليه وآله»، ونظر إلى جنبه، فإذا علي «عليه السلام»؛ فقال: ما لك لم تلحق ببني أبيك؟!

فقال «عليه السلام»: يا رسول الله، أكفر بعد إيمان؟! إن لي بك أسوة([1]).

قال أبو رافع : كان علي هو الذي قتل أصحاب اللواء، وصارت تحمل كتائب المشركين على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فيقول: يا علي، اكفني هذه؛ فيحمل عليهم، فيفرقهم، ويقتل فيهم.

حتى قصدته كتيبة من بني كنانة ، فيها بنو سفيان بن عويف الأربعة، فقال له «صلى الله عليه وآله»: اكفني هذه الكتيبة، فيحمل عليها، وإنها لتقارب خمسين فارساً، وهو «عليه السلام» راجل، فما زال يضربها بالسيف حتى تتفرق عنه ثم تجتمع عليه هكذا مراراً حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها، ممن لا يعرف بأسمائهم، فقال جبريل «عليه السلام»: يا محمد، إن هذه المواساة، لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى!

فقال «صلى الله عليه وآله»: وما يمنعه، وهو مني وأنا منه؟!

فقال جبريل : وأنا منكما. ثم سمع مناد من السماء:

لا ســيــف إلا ذو الــفــقـــــار ولا فــــتـــى إلا عـــــــــــلي

فسئل «صلى الله عليه وآله» عنه؛ فقال: هذا جبريل ([2]).

قال المعتزلي XE "ابن أبي الحديد المعتزلي" : «..قلت: وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين، وهو من الأخبار المشهورة، ووقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن إسحاق XE "محمد بن إسحاق" ، ورأيت بعضها خالياً منها، وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة XE "عبد الوهاب بن سكينة"  «رحمه الله» عن هذا الخبر، فقال: هذا الخبر صحيح الخ..»([3]).

وبعد أن صد أمير المؤمنين «عليه السلام» تلك الكتائب، لم يعد منهم أحد([4]).

وأصيب أمير المؤمنين «عليه السلام» بجراح كثيرة، كما سنذكره في الفصل التالي إن شاء الله.


 

([1]) إعلام الورى ج1 ص177 وبحار الأنوار ج20 ص95 و 107 والكافي ج8 ص110 وقصص الأنبياء للراوندي ص339 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للنجفي ج11 ص114.

([2]) النص المتقدم في أكثره للمعتزلي في شرح نهج البلاغة ج14 ص250 و 251 وج10 ص182 وراجع ج13 ص293 عن الزاهد اللغوي غلام ثعلب، وعن محمد بن حبيب في أماليه، وراجع الرواية في الأغاني (ط ساسي) ج14 ص18 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص197 والكامل في التاريخ ج2 ص154 وفرائد السمطين، الباب الخمسون ج1 ص257 ومجمع الزوائد ج6 ص114 و 122 عن البزار وعن الطبراني، وكنز العمال ج15 ص126 والبداية والنهاية ج6 ص5 واللآلي المصنوعة ج1 ص365 وتفسـير القمي ج1 ص116 وبحـار الأنـوار ج20 ص54 و 95 = = و 105 و 107 و 102 عن القمي، وعلل الشرايع ص7 باب 7 والإرشاد ص46 وإعلام الورى، وتفسير فرات ص24 و 26 والكافي ج8 ص110 وعيون أخبار الرضا ج1 وحياة الصحابة ج1 ص559 وربيع الأبرار ج1 ص833 والمناقب للخوارزمي ص103 إلا أن فيه: أن ذلك كان في بدر. والغدير ج2 ص59 ـ 61 عن العديد من المصادر، والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص106 وتاريخ ابن عساكر ترجمة علي «عليه السلام» (بتحقيق المحمودي) ج1 ص148 و 149 و 150 وفي هامشه عن الفضائل لاحمد بن حنبل الحديث رقم 241 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص318 وغاية المرام ص457 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج1 ص343 والرياض النضرة المجلد الثاني ج3 ص131 وعن علي بن سلطان في مرقاته ج5 ص568 عن أحمد في المناقب، والمجالس الفاخرة للسيد شرف الدين ص284.

([3]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص251.

([4]) الإرشاد للمفيد ص53 و (ط دار المفيد) ج1 ص89 وبحار الأنوار ج20 ص88 وأعيان الشيعة ج1 ص389 والدر النظيم ص161.

 
   
 
 

موقع الميزان