ويحدثنا عمر
عن
رعبه الدائم من علي بن أبي طالب «عليه السلام»، لأنه رأى علياً «عليه
السلام» في حرب أحد
كالليث
يتقي الذر، إذ حمل كفاً من حصى، فرماه في وجوهنا ثم قال: شاهت الوجوه،
وقطت، وبطت، (أي قطعت وشقت) ولطت، إلى أين تفرون؟! إلى الناس؟!.
فلم نرجع.
ثم كر علينا الثانية، وبيده صفحة يقطر منها الموت،
فقال:
بايعتم ثم نكثتم؟! فوالله، لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل.
فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان ناراً، أو
كالقدحين المملوأين دماً، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا، فبادرت إليه
من بين أصحابي، فقلت: يا أبا الحسن، الله، الله، فإن العرب
تفر
وتكر، وإن الكرة تنفي الفرة، فكأنه استحيا، فولى بوجهه عني([1]).
وقد ذكرنا هذه
الرواية بتمامها فيما يأتي حين الحديث عن علي «عليه السلام» في خلافة
عمر
.. وعلقنا
عليها هناك بما لعل من المفيد
الرجوع
إليه، فإلى هناك.
([1])
راجع: بحار الأنوار ج20 ص53 وتفسير القمي ج1 ص114 و 115
ومستدرك سفينة البحار ج5 ص370.
|