صفحة : 226   

الحمد لله لم أفر:

وما ذكرناه آنفاً: يفسر أيضاً قول علي «عليه السلام»: «الحمد لله الذي لم يرني أفر، ولم أول الدبر». فإن الناس قد فروا من دون أن يجري عليهم ما جرى على علي «عليه السلام»، فلم تتكاثر الرجال عليهم، ولم يروا أنفسهم في وحدة ولا وحشة. كما أنهم لم يصابوا بجراح تعد بالعشرات، حتى يصير الواحد منهم كالمضغة، أو كالقرحة الواحدة. ولم يتعرض أي منهم لألم الجراح، ولا لنزف الدماء، فمن جرى عليه الذي جرى على علي «عليه السلام»، لا بد أن يحمد الله تعالى على صموده، وعدم فراره.

وكان لا بد أن يعرِّض «عليه السلام» بالفارين، الذين أهمتهم أنفسهم، ولم يهتموا لنبيهم، ولا لدينهم، ولا لشرفهم وكرامتهم، مع أن دعاواهم عريضة، وطموحاتهم كبيرة..

 
   
 
 

موقع الميزان