علي عليه السلام يكتم آلام الجراح

   

صفحة : 239-240   

علي عليه السلام يكتم آلام الجراح:

إن للأوجاع فائدة يحسن لفت النظر إليها، وهي: أنها تنذر المريض بالمرض، وتدل الطبيب على مواضع الخلل، وحالاته، ومدى جدوى العلاج الذي اختاره، وطبيعة الآثار التي تركها.. وما إلى ذلك..

ولأجل ذلك شكت المرأتان المعالجتان من كتمان علي «عليه السلام» لأوجاعه، فإنهما تخوفتا أن يؤثر هذا الكتمان في تعمية الأمور عليهما، وعدم تمكنهما من تقديم ما يلزم في الوقت المناسب..

ولعل سبب كتمانه «عليه السلام» لتلك الآلام: أنه لم ير ضرورة للإخبار بها، لعلمه بعدم تأثيره في العلاج المطلوب، فقد بذلتا أقصى ما عندهما.. كما أنه كان يريد أن يفوز بثواب كتمان آلامه، فقد روي عن النبي «صلى الله عليه وآله» قوله: من مرض يوماً وليلة، فلم يشك إلى عواده. بعثه الله يوم القيامة مع إبراهيم خليل الرحمان، حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع([1]).

وعن علي «عليه السلام» نفسه: من كتم وجعاً أصابه ثلاثة أيام من الناس، وشكى إلى الله عز وجل، كان حقاً على الله أن يعافيه منه([2]).

وقد مدح «عليه السلام» رجلاً بقوله: وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه([3]).

وجعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ـ في حديث ـ كتمان المرض (الوجع) من كنوز الجنة([4]).


 

([1]) بحار الأنوار ج73 ص335 وج78 ص177 و 203 وأمالي الصدوق ص258 و (ط مؤسسة البعثة) ص517 ومن لا يحضره الفقيه ج4 ص16 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص407 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص628 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص431 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص99 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص36 وج9 ص372.

([2]) بحار الأنوار ج10 ص108 ج78 ص203 و 211 عن جامع الأخبار، والخصال ج2 ص166 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص630 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص407 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص628 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص98 وتحف العقول ص120 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص36 وج10 ص252 ومصباح البلاغة ج1 ص254 وراجع: مستدرك الوسائل ج2 ص69 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص389.

([3]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص70 الحكمة رقم 289 وبحار الأنوار ج78 ص204 و 205 ومستدرك الوسائل ج2 ص69 وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص398  ومستدرك سفينة البحار ج6 ص36 ومشكاة الأنوار للطبرسي ص422 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص100 وج13 ص488 وج14 ص420 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص183 وأعلام الدين للديلمي ص113 و 147.

([4]) وبحار الأنوار ج75 ص175 وج78 ص208 وج79 ص103 عن أمالي المفيد، والدعوات للراوندي ص164 ومستدرك الوسائل ج2 ص68 ومعدن الجواهر للكراجكي ص39 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص97 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص92 وتهذيب التهذيب ج6 ص310.

 
   
 
 

موقع الميزان