طلحة
مرة
أخرى:
ولم يكتفوا بما سطروه لطلحة
الفار
في حرب أحد
بما ذكرناه
آنفاً، بل أضافوا إلى ذلك مزعمة أخرى مفادها: أن النبي «صلى الله عليه
وآله» وقع في إحدى الحفر، التي حفرها له أبو عامر الفاسق
مكيدة،
فرفعه طلحة
، وأخذ بيده
علي «عليه السلام»!!!
زاد في
الإكتفاء:
فقال «صلى الله عليه وآله»: من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه
الأرض فلينظر إلى طلحة([1])!!!
ونقول:
1 ـ
إذا فرض صحة هذه الرواية، فلا بد أن تكون بعد عودة الفارين إلى ساحة
القتال، ولذلك نقول:
هل يمكن لأبي عامر أن يحفر
حفيرة في ذلك الجو الحافل بتردد الفرسان، وجولان الخيول، ولم يره أحد
من المسلمين الذين كانوا يحفون برسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
2 ـ
كيف عرف أبو عامر
أن
النبي «صلى الله عليه وآله» سيمر على خصوص هذا الموضع، وسيطأ برجله فوق
هذه الحفرة؟!
3 ـ
لماذا لم يقع في تلك الحفرة أي من المقاتلين الآخرين،
الذين كانوا يحفون برسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويحوطونه من جميع
الجهات ويرمون على الحُفَر قبله؟!
4 ـ
الذي
رأى أبا عامر
وأخبر عنه،
لماذا لم يخبر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالأمر؟!
5 ـ
مع غض النظر عن ذلك كله.. إذا كان علي قد أخذ بيد النبي «صلى الله عليه
وآله» أيضاً، وأعانه، فلماذا خص طلحة
بالتقريظ والثناء دونه؟!
6 ـ
هل صحيح أن طلحة
هذا
الذي ينكث بيعة إمام زمانه، ويخرج عليه ويحاربه، فيقتل بسيف ذلك الإمام
المعصوم بنص القرآن، ويقتل بسببه المئات والألوف من المسلمين ـ هل صحيح
أنه ـ شهيد يمشي على وجه الأرض؟!
7 ـ
هل صحيح أن طلحة
الفار
من الزحف، والذي لم يدافع عن نبيه أصبح شهيداً يمشي على وجه الأرض، وقد
محيت عنه تلك السيئة التي قال عنها علي «عليه السلام»: إنها توجب الكفر
كما تقدم، ولم يعترض عليه النبي «صلى الله عليه وآله» في ذلك؟!([2]).
([1])
تاريخ الخميس ج1 ص430 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص400
والإستيعاب (ط دار الجيل) ج2 ص766 وأسد الغابة ج3 ص60 وتهذيب
الكمال ج13 ص98 وتذكرة الحفاظ ج1 ص366 وسير أعلام النبلاء ج1
ص26 وراجع ص29 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص524 والوافي بالوفيات
ج16 ص273 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7
ص276 والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج3
ص598 وعيون الأثر ج1 ص418 وسنن الترمذي ج5 ص307 والمستدرك
للحاكم ج3 ص376 ومجمع الزوائد ج9 ص149 و 148 وكتاب السنة لابن
أبي عاصم
= =
ص600
والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص117 وتخريج الأحاديث والآثار ج3
ص100 والجامع الصغير ج2 ص554 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة)
ج11 ص696 وفيض القدير ج6 ص43 وتفسير الثعلبي ج8 ص24 وتفسير أبي
السعود ج7 ص99 وتفسير الآلوسي ج21 ص172 وتاريخ مدينة دمشق ج24
ص196 وج25 ص86 و 87 وراجع ص77 و 84 وراجع: شرح نهج البلاغة
للمعتزلي ج14 ص253 وبحار الأنوار ج32 ص216 وإمتاع الأسماع ج1
ص157 ومسند أبي يعلى ج8 ص302 والمعجم الأوسط للطبراني ج9 ص149
والدر المنثور ج5 ص191 وفتح القدير ج4 ص273 والطبقات الكبرى
لابن سعد ج3 ص218 و 219.
([2])
راجع : كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه
وآله» (الطبعة الخامسة) ج7 ص220 و 221.
|