علي عليه السلام هو الذي أتى بخبر المشركين

   

صفحة : 251-252   

علي عليه السلام هو الذي أتى بخبر المشركين:

ثم إن النبي «صلى الله عليه وآله» أرسل علياً «عليه السلام» ليأتيه بخبر المشركين، فإن كانوا قد ركبوا الإبل، وجنبوا الخيل، فهم يريدون مكة ، وإن كان العكس، فهم يريدون المدينة، فلا بد من مناجزتهم.

فذهب «عليه السلام»، وعاد فأخبره بأنهم جنبوا الخيل، وامتطوا الإبل([1]).

وفي الكافي قال: انهزم المشركون، فقال النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»: يا علي، إمض بسيفك حتى تعارضهم، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص، وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة  ، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل، وهم يجنبون القلاص، فإنهم يريدون المدينة ، فأتاهم علي «عليه السلام»، فكانوا على القلاص.

فقال أبو سفيان لعلي «عليه السلام»: يا علي، ما تريد؟ هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة ، فانصرف إلى صاحبك([2]).

ويروي لنا القمي «رحمه الله» ذلك كما يلي:

«وتآمرت قريش على أن يرجعوا ويغيروا على المدينة ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أي رجل يأتينا بخبر القوم؟!

فلم يجبه أحد، فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: أنا آتيكم بخبرهم.

قال: إذهب، فإن كانوا ركبوا الخيل، وجنبوا الإبل، فهم يريدون المدينة ، والله، لئن أرادوا المدينة لأنازلن الله فيهم، وإن كانوا ركبوا الإبل، وجنبوا الخيل، فإنهم يريدون مكة .

فمضى أمير المؤمنين «عليه السلام» على ما به من الألم والجراحات، حتى كان قريباً من القوم، فرآهم قد ركبوا الإبل، وجنبوا الخيل، فرجع إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخبره.

فقال «صلى الله عليه وآله»: أرادوا مكة ([3]).

وزعموا: أن علياً «عليه السلام» أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بخبر القوم رافعاً صوته، مع أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان قد أوصاه بخلاف ذلك([4]).

وبعد انتهاء الحرب أرسل علياً «عليه السلام» إلى المدينة ليبشر أهلها بأن النبي «صلى الله عليه وآله» حي سالم([5]).

ونقول:

هنا عدة أمور تحتاج إلى توضيح، أو تصحيح، فلاحظ ما يلي:


 

([1]) راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص160 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص96 ـ 100 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج3 ص609 والسيرة الحلبية ج2 ص244 و 245 و (ط دار المعرفة) ج2 ص531 وبحار الأنوار ج38 ص302 وشرح الأخبار ج1 ص280 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص43 والسيرة النبوية لابن إسحاق ج3 ص513 وعيون الأثر ج1 ص425 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص76  ومناقب أل أبي طالب ج2 ص93 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص65 وعين العبرة في غبن العترة ص52 وتفسير الثعلبي ج3 ص142 والثقات لابن حبان ج1 ص232 وتاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص205 و 206 وتاريخ الخميس ج1 ص440.

([2]) الكافي ج8 ص321 الحديث رقم 502 وبحار الأنوار ج20 ص108 والصافي ج1 ص388 ونور الثقلين ج1 ص398 وكنز الدقائق ج2 ص245 وشرح أصول الكافي ج12 ص448.

([3]) تفسير القمي ج1 ص124 وبحار الأنوار ج20 ص64 ومجمع البيان ج2 ص447 وتأويل الآيات ج1 ص125.

([4]) تاريخ الأمم والملوك (ط الإستقامة) و (ط الإعلمي) ج2 ص206 و 207 والكامل لابن الأثير ج2 ص160 و 161 وتفسير الثعلبي ج3 ص142 و 143 والسيرة النبوية لابن إسحاق ج3 ص513.

([5]) تاريخ الخميس ج1 ص440.

 
   
 
 

موقع الميزان