صفحة : 9   

موجز عن حرب الخندق:

وفي السنة الرابعة أو الخامسة كانت غزوة الخندق ، وكان حامل لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيها علي بن أبي طالب «عليه السلام».. وحين بلغ النبي «صلى الله عليه وآله» خبر مسير قريش استعد «صلى الله عليه وآله» لها، وحفر الخندق. فوافى المشركون، ونزلوا في الجهة الأخرى منه ، وكان المسلمون من جهة المدينة .

وكان أمير المؤمنين «عليه السلام» على العسكر كله بالليل يحرسهم، فان تحرك أحد من قريش نابذهم..

وقد حاول أكثر المسلمين النأي بانفسهم عن الحرب، حتى قيل: إنه لم يبق مع النبي «صلى الله عليه وآله» سوى اثني عشر رجلاً.. وقد تحدثت سورة الأحزاب عن هؤلاء الفارين..

وانتدب فوارس من المشركين، فأتوا مكاناً ضيقاً من الخندق، وأكرهوا خيلهم على عبوره، فعبره عكرمة بن أبي جهل ، وعمر بن عبد ود ، وضرار بن الخطاب الفهري ، وهبيرة بن أبي وهب ، وحسل بن عمرو بن عبد ود ، ونوفل بن عبد الله المخزوم .

فخرج أمير المؤمنين «عليه السلام» في نفر من المسلمين، حتى أخذوا عليهم تلك الثغرة، وطلب عمرو بن عبد ود البراز، فلم يبرز إليه أحد من المسلمين، وخافوا خوفاً شديداً وكان يعد بألف فارس.

وانتدب النبي «صلى الله عليه وآله» المسلمين لمبارزة عمرو، وضمن لهم الجنة، فلم يقم منهم أحد سوى علي «عليه السلام»، فلم يأذن له.

ثم كرر عمرو النداء، وأنشد بعض الأرجاز، وعيّر المسلمين المحجمين، فعاود علي طلبه من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يأذن له بمبارزته، فلم يأذن له أيضاً..

ثم أذن له في المرة الثالثة، وعممه، ودعا له، وقال: برز الإيمان كله إلى الشرك كله.. فبارز علي «عليه السلام»، عَمرواً ، فقتله، وقتل ولده حسلاً ، ونوفل بن عبد الله ، وفر الباقون..

ثم ألقى الله في قلوب المشركين الرعب، وهربوا ليلاً، وكفى الله المؤمنين القتال (بعلي) «عليه السلام». وحينئذ قال رسول الله: الآن نغزوهم ولا يغزوننا..

 
   
 
 

موقع الميزان