صفحة : 10-11   

هدف الأحزاب قتل النبي وأهل البيت عليه السلام:

تقول النصوص: بأن هدف الأحزاب من مهاجمتهم المدينة هو استئصال محمد ومن معه..

وقد ورد هذا في كلماتهم مباشرة حيث قال اليهود لهم: سنكون معكم عليه (أي على محمد) حتى نستأصله ومن معه([1]).

غير أن من الواضح: أن هذا لم يكن بمقدورهم، لأن الذين مع النبي «صلى الله عليه وآله» أصبحوا يعدون بالمئات والألوف بما فيهم الأوس والخزرج ، وكثير من قبائل العرب.. فاستئصالهم يكلف غالياً.. ولم يكن المشركون مستعدين لدفع اثمان كبيرة إلى هذا الحد، ولا سيما في الأرواح..

وهذا يدلنا على أن النص الأصح، والأقرب إلى الإعتبار هو ما روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام» حيث قال: «إن قريشاً والعرب تجمعت، وعقدت بينها عقداً وميثاقاً لا ترجع من وجهها حتى تقتل رسول الله، وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطلب ([2])..

وهذا هو الأسهل والأيسر لهم بزعمهم، وبه يشفون غليل صدورهم، ولكن هذا يدل على غباء قريش ، وقصر نظرها، فقد رأت من المعجزات والكرامات، والتأييدات الإلهية لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، ما يبهر العقول، ويحتم حصول اليقين بأنها إنما تحارب الله تبارك وتعالى، ولا يمكن أن يتوهم عاقل أنه قادر على تحقيق أي نصر في هذا الحال.. إلا إذا كان على جانب كبير من قلة العقل، وعمى البصيرة.


 

([1]) راجع: المغازي للواقدي ج1 ص441 والثقات لابن حبان ج1 ص265 وعـون = = المعبود ج8 ص165 وجامع البيان ج21 ص156 وتفسير الثعلبي ج8 ص13 وتفسير البغوي ج3 ص509 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص233 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص108 وإمتاع الأسماع ج8 ص372 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص700 وعيون الأثر ج2 ص33 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص182 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص629.

([2]) الخصال ج2 ص368 وبحار الأنوار ج20 ص244 وج38 ص170 وشرح الأخبار ج1 ص287 والإختصاص ص166 و167 ومصباح البلاغة ج3 ص125 وحلية الأبرار ج2 ص363  وغاية المرام ج4 ص318.

 
   
 
 

موقع الميزان