صفحة : 63   

شيخا قريش :

وتقدم في رواية الواقدي قول عمرو بن عبد ود لعلي «عليه السلام»: «فأنت غلام حدث، إنما أردت شيخي قريش : أبا بكر  وعمر »([1]).

ونقول:

أولاً: إن علياً «عليه السلام» لم يكن حدثاً كما تقدم، كما أن أبا بكر وعمر لم يكونا شيخي قريش ، لا يوم الخندق ، ولا قبله في أي يوم من الأيام، فلماذا يعطيهما سمة ليست فيهما؟!

وقد أوردنا في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»: أنهما من أقل وأذل حي في قريش . فراجع.

ثانياً: إنه إذا كان المقصود: أنهما شيخا قريش من حيث الفروسية، والبطولة.. أو من حيث إن قتلهما سوف يفت في أعضاد المسلمين، وتنكسر بذلك شوكتهم، ويختل أمرهم.. فهو غير ظاهر الوجه.. لأنهما لم يكونا معروفين بالفروسية والشجاعة والإقدام، ولم يظهر لهما أي أثر في ذلك، لا في بدر ، ولا في أحد ، بل إن فرارهما في أحد ، وعزوفهما عن مبارزة عمرو ، مع أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد ضمن الجنة أو الإمامة لمن يبرز إليه قد أظهر أنهما على خلاف ذلك..

والذي كان له الأثر العظيم في الحروب هو علي «عليه السلام»، وقد شاهد عمرو نفسه بعض آثاره «عليه السلام» في بدر ، وسمع عما فعله في أحد .

كما أن قتل أبي بكر وعمر لا يغير شيئاً، ولا يفيد عمروا فيما يرمي إليه، إذ أنهما ليسا بأعظم من عبيدة بن الحارث بن المطلب ، ولا من حمزة بن عبد المطلب .. ومع ذلك لم يوجب إستشهادهما إنكسار جيش المسلمين، ولا إختلال أمرهم، ولا إنكسار شوكتهم..

بل لقد رأينا لأبي بكر  موقفاً من أسرى بدر ، لا تذمه قريش .. كما أن لخالد بن الوليد  وضرار بن الخطاب الفهري موقفاً من عمر بن الخطاب العدوي ، لا يذمهما عليه عمر([2]).


 

([1]) المغازي للواقدي ج2 ص471.

([2]) راجع غزوة بدر وأحد في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله».

 
   
 
 

موقع الميزان