بين علي عليه السلام وعمرو:
ذكر الحاكم الحسكاني
:
أن علياً
«عليه السلام» حينما برز لعمرو
، وكان
عمرو طويلاً:
«جاء
حتى وقف على عمرو، فقال: من أنت؟!.
فقال عمرو
:
ما ظننت أني
أقف موقفاً
أُجهل
فيه، أنا عمرو بن عبد ود، فمن أنت؟!
قال:
أنا علي بن
أبي طالب.
فقال:
الغلام الذي
كنت أراك في حجر أبي طالب ؟!
قال:
نعم.
قال:
إن أباك كان
لي صديقاً،
وأنا أكره أن
أقتلك.
فقال له علي «عليه السلام»:
لكني لا أكره
أن أقتلك.
ثم ذكر تخييره
بين الخصال الثلاث، فرفضها، فقال له علي «عليه السلام»: فأنت فارس وأنا
راجل.
فنزل عن
فرسه وقال:
ما لقيت من أحد ما لقيت من هذا الغلام([1]).
والظاهر:
أن علياً «عليه السلام»
أراد
إذلال عمرو ، وتحطيم كبريائه. وقد تحقق له ما أراد، حتى شكا ذلك عمرو
نفسه كما ترى.
وقلنا ذلك،
لأننا لا نشك في أنه «عليه السلام» كان يعرف قِرنه، الذي كان قد حضر
بدراً، وأخبره النبي «صلى الله عليه وآله» حين أذن له بمبارزته بقوله:
إنه عمرو
، وكان يراه
منذ صغره، كما صرحت به الرواية الآنفة الذكر نفسها.
ثانياً:
قال المعتزلي
:
«كان شيخنا
أبو الخير مصدق بن شبيب النحوي يقول، إذا مررنا في القراءة عليه بهذا
الموضع: والله، ما أمره بالرجوع
إبقاء
عليه، بل خوفاً
منه، فقد عرف قتلاه ببدر وأحد
، وعلم أنه إن ناهضه قتله. فاستحيا أن يظهر الفشل، فأظهر الإبقاء
والإرعاء،
وإنه لكاذب فيهما»([2]).
([1])
شواهد التنزيل (ط سنة 1411 هـ.ق) ج2 ص11.
([2])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص64 وراجع: بحار الأنوار ج20
ص274 وسيرة المصطفى ص502 وأعيان الشيعة ج1 ص264 و 395.
|