صفحة : 68-69   

إنه عمرو:

تقدم: أن علياً «عليه السلام» ألحّ على النبي «صلى الله عليه وآله» بأن يأذن له بمبارزة عمرو ، فقال له «صلى الله عليه وآله»: إنه عمرو.

فقال «عليه السلام»: وأنا عليّ.

فاعتبر الإسكافي: أن هذا يدل على أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد ضن بعلي «عليه السلام» عن مبارزة عمرو ([1]).

ونقول:

إن كلام الإسكافي غير دقيق.. لأن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يعرف علياً «عليه السلام»، ويعرف عَمرواً ، ولعل الأصح أن يقول: إنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يقطع عذر الآخرين، حتى لا يقول قائل قد سبقني إليه علي «عليه السلام»، أو أن يتوهم: أنه كان يمكن أن يقتل عمرو على يد أي رجل كان من المسلمين، فأراد «صلى الله عليه وآله» أن يعرِّفنا أن من أحجم عن مبارزة عمرو إنما أحجم فَرَقاً وجبناً، وضعف ثقة بالله وبرسوله، وأن يعرِّف الناس بقيمة الإنجاز الذي سوف يقدمه علي «عليه السلام» في منازلة عمرو وغيره، وانه توفيق إلهي عظيم، فلا معنى للإستخفاف بعمرو بهدف انكار هذا الفضل لعلي «عليه السلام» الذي لم يكن لديه أدنى تردد في بذل نفسه في سبيل دينه وربه.

ويريد أن يعرف الناس أن علياً «عليه السلام» قد بارز عمرواً مع علمه بفروسيته، وأن قتله لم يكن مجرد صدفة، حالفه الحظ فيها.


 

([1]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص283 و 284 والغدير ج7 ص212 والعثمانية للجاحظ ص332 وغاية المرام ج4 ص272 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج20 ص626.

 
   
 
 

موقع الميزان