صفحة : 78   

إتقاه بسوأته.. فلم يسلبه:

ثم إن التبرير الذي ذكر لعدم أخذه سلبه وهو أنه حين ضربه اتقاه بسوأته، فاستحيا منه أن يسلبه، غير واضح:

أولاً: قد يقال: إنه لا ربط لهذه العلة بذلك المعلول..

ثانياً: ان النص الآخر يناقض هذا النص، فإنه يجعل السبب في عدم التعرض لسلبه أنه كره أن يكشف سوأته.. فأي ذلك هو الصحيح..

ثالثاً: إن النص يقول: إنه بعد أن ضربه وقطع رجله، جلس على صدره وذبحه.. وهو إنما فعل ذلك بعد أن اتقاه بسوأته بعد الضربة الأولى التي أطاحت برجله.. فما المانع من أن يسلبه في هذه الحال؟! فإن سوأته لم تكن ظاهرة!!

والذي نستخلصه مما تقدم: أنه يمكن أن تكون قد اجتمعت الأسباب كلها على صرف علي «عليه السلام» عن سلبه، فلعله لما سقط كان عازماً على سلبه، فلما اتقاه بعورته استحيا وأعرض عن ذلك، وتأكد هذا الإعراض حين علم أنه لو سلبه ستنكشف عورته.. ثم طلب منه عمرو أن لا يسلبه بزته، فقال له «عليه السلام»: هي أهون عليَّ من ذلك.

 
   
 
 

موقع الميزان