صفحة:  139-140   

الدليل الحسي:

وقد استفاد النبي «صلى الله عليه وآله» من الدليل والشاهد الحسي للبرهنة على ما يخبر به هنا عن المستقبل، وذلك حين قال لعلي «عليه السلام» عن بني قريظة : دعهم، فإن الله سيمكن منهم، إن الذي أمكنك من عمرو بن عبد ود لا يخذلك إلخ..

وكان «عليه السلام» على يقين من ذلك، ولكنه «صلى الله عليه وآله» يريد أن يسمع الناس ذلك، ويفهمهم: أن لله عناية خاصة بعلي «عليه السلام».. وأن قتل عمرو بن عبد ود إنما هو بتمكين من الله تعالى.. وأنه «عليه السلام» موفق من الله تعالى، وغير مخذول.. وأن مصير بني قريظة هو أن يمكن الله منهم علياً «عليه السلام»، مقتصراً على ذكر علي «عليه السلام»، ولم يضف إليه أحداً، فلم يقل سيمكنني، أو يمكننا، أو يمكن المسلمين أو المؤمنين منهم..

وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن علياً وحده سيأتي بالنصر على بني قريظة ، ولن يشاركه فيه أحد.

ويدل على ذلك أيضاً: قوله «صلى الله عليه وآله» لعلي بعد ذلك: سر على بركة الله، فإن الله قد وعدك أرضهم وديارهم.

ومعنى هذا: أن بني قريظة كانت خالصة لعلي «عليه السلام» لأنه فتحها وحده، ولكن رواية ابن شهرآشوب تقول: «وعدكم أرضهم إلخ..».

وهي لا تنافي ما ذكرناه، فإن الله وعد المسلمين أرضهم، ولكن على يد علي «عليه السلام»..

 
   
 
 

موقع الميزان