قالوا:
إن راية المهاجرين
كانت
في المريسيع
مع أبي بكر
([1]).
وزعموا:
أن عمر بن الخطاب
كان على مقدمة الجيش في غزوة المريسيع
([2]).
ونقول:
إن هذا غير صحيح، فلاحظ ما
يلي:
1 ـ
إن جعل عمر
مقدمة الجيش
في غزوة المريسيع
ربما
يكون قد جاء للتشويش على علي «عليه السلام» من جهة، وإعطاء شيء من
الأوسمة لغيره من جهة أخرى، إذ إن من يكون على مقدمة الجيش هو رمز صمود
الجيش، ولا بد أن يكون من الفرسان المعروفين، وممن يرهب جانبهم، ولم
يكن عمر بن الخطاب كذلك، فقد كانت الخصوصية الظاهرة فيه هي فراره في
المواطن، وتحاشيه مواضع الخطر في المعارك، وما جرى في أحد
،
ونكوصه عن عمرو بن عبد ود
في
الخندق
، وفِراره في
بني قريظة
.ة وسيأتي أنه
فر في خيبر
وحنين
وسواها شاهد صدق على ما قلناه.
2 ـ
قلنا أكثر من
مرة:
إن علياً «عليه السلام» كان صاحب راية ولواء رسول الله «صلى الله عليه
وآله» في المشاهد كلها، باستثناء تبوك
، التي لم يحضرها كما سنرى.
3 ـ
قال
خواند أمير : إنه «صلى الله عليه وآله» أعطى راية المهاجرين لعلي «عليه
السلام»،
وراية الأنصار لسعد بن عبادة ، وعمر على المقدمة، وعلى الميمنة زيد بن
حارثة ، وعلى الميسرة عكاشة بن محصن ([3]).
لكن هذا
النص غير سليم، فقد تقدم:
أن جعل عمر بن الخطاب على المقدمة لا مجال لقبوله..
يضاف إلى
ذلك:
أن
البعض يقول: إنه «صلى الله عليه وآله» استخلف زيد بن حارثة على المدينة
في هذه الغزوة([4]).
4 ـ
ذكر
البعض: أن راية المهاجرين كانت
مع عمار بن ياسر
([5]).
ونحن وإن كنا نرجح ما قاله خواند أمير من
أن راية المهاجرين
كانت مع علي
«عليه السلام». إلا أنا نقول: إن القول بأنها كانت مع عمار
يضعف
ادعاء أنها كانت مع أبي بكر
.
أما لواء الجيش ورايته فقد كانتا مع علي أمير المؤمنين،
حسبما أثبتناه في غزوتي بدر وأحد
.
([1])
راجع:
عمدة
القاري
للعيني
ج 13 ص 102.
([2])
راجع: تاريخ الخميس ج1 ص270.
([3])
حبيب السير ج1 ص357.
([4])
أنساب الأشراف ج1 ص342 وإمتاع الأسماع ج1 ص202 وج8 ص369 وبحار
الأنوار ج20 ص295 و الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص63 وج3 ص45
والوافي بالوفيات ج15 ص17 وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص358 والمنتخب
من ذيل المذيل للطبري ص5 وعمدة القاري ج13 ص102.
([5])
السيرة الحلبية ج2 ص279 والمغازي للواقدي ج1 ص407 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص297 والبداية والنهاية ج4 ص92 و (ط دار
إحياء التراث العربي) ج4 ص178 وإمتاع الأسماع ج1 ص203 وج7 ص167
وسبل الهدى والرشاد ج4 ص345 وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج1
ص266 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص48.
|