وزعموا:
أن آية:
﴿وَتَعِيَهَا
أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾([1])
نزلت في زيد بن أرقم
، في غزوة
المريسيع
، حيث إنه سمع
عبد الله بن أبي
يقول:
أما والله لئن رجعنا إلى المدينة
ليخرجن
الأعز منها الأذل، يقصد بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله «صلى الله عليه
وآله».. فأخبر زيد
رسول
الله «صلى الله عليه وآله» بما سمع..
وفي الكشاف:
ونزل فيه قوله تعالى:
﴿وَتَعِيَهَا
أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾
وصار يقال لزيد
: ذو الأذن الواعية([2]).
ونقول:
إن ذلك لا
يصح:
أولاً:
لتناقض الروايات في من أخبر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بمقالة ابن
أبي
، هل هو زيد
بن أرقم
، أو سفيان بن
تيم
، أو أوس بن
أرقم
، أو عمر بن
الخطاب
، وثمة تناقضات أخرى فلا بأس بمراجعتها([3]).
ثانياً:
إن قوله تعالى:
﴿وَتَعِيَهَا
أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾
قد نزلت قبل الهجرة في ضمن سورة الحاقة، ويقال: كان ذلك قبل أن يسلم
عمر بن الخطاب
([4]).
ثالثاً:
إن سياق الآيات لا يؤيد نزول الآية في زيد بن أرقم
، لأن
الآية تذكر ما جرى لقوم عاد
وثمود
،
وفرعون
، والمؤتفكات
..
إلى أن تقول:
﴿إِنَّا
لـَمَّا طَغَى المُاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الجَارِيَةِ، لِنَجْعَلَهَا
لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾([5]).
أي تعيها أذن تحصي هذه العبر والعظات، والأحداث العظام وتحفظها.. وهذا
لا ينسجم ولا ربط له بما حدث مع زيد وابن
أبي
، لو صح ما يقال أنه جرى بينهما..
رابعاً:
روي عن علي «عليه السلام» وعن بريدة
،
ومكحول
، وأبي عمر بن
الأشج
، وهو عثمان
بن عبد الله بن عوام البلوي
، وعن
ابن عباس XE "ابن
عباس"
، وأنس
،
والأصبغ بن نباتة
،
وجابر
، وعمر بن علي
، وأبي
مرة الأسلمي
:
أن هذه الآية نزلت في علي «عليه السلام»، وقد روى ذلك
أهل السنة والشيعة على
حد سواء، فراجع([6]).
بل في شرح
المواقف:
أكثر المفسرين على أنه علي([7]).
([1])
الآية 12 من سورة الحاقة.
([2])
السيرة الحلبية ج2 ص291 و (ط دار المعرفة) ج2 ص603 وسيرة
مغلطاي ص56.
([3])
راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج12
فصل: «ليخرجن الأعز منها الأذل».
([4])
الدر المنثور ج6 ص258 و 260 عن البيهقي، وابن الضريس، والنحاس،
وابن مردويه، والبيهقي، وأحمد، عن ابن عباس، وابن الزبير،
وعمرو. وراجع: تفسير الآلوسي ج29 ص39 والإصابة ج4 ص486 والسيرة
الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص17.
([5])
الآيتان 11 و 12 من سورة الحاقة.
([6])
راجع هذه الروايات أو بعضها في المصادر التالية: مناقب الإمام
علي لابن المغازلي ص318 و 319 و 365 وجامع البيان ج29 ص35 و 36
ومناقـب الإمام أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان ج1 ص196 و 142 و
158 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص413 عن ابن أبي حاتم، والطبري.
وفرائد السمطين ج1 ص198 و 199 و 200 وشواهد التنزيل ج2 ص360 و
380 وفي هامشه مصادر كثيرة جداً، وترجمة علي بن أبي طالب من
تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج2 ص422 وحلية الأولياء ج1 ص67
وكنز العمال (ط الهند) ج15 ص119 و 157 عن ابن عساكر، وأبي نعيم
في المعرفة، وعن الضياء المقدسي في المختارة، وابن مردويه،
وأسباب النزول ص339 والكشاف ج4 ص600 والعمدة لابن البطريق ص289
و 290. وراجع: مجمع الزوائد ج1 ص131 وإن كان قد حذف ذيل
الحديث. والتفسير الكبير ج30 ص107 وكفاية الطالب ص108 و 109 و
110 ولباب التأويل (مطبوع مع جامع البيان) ج29 ص31 والجامع
لأحكام القرآن ج18 ص264 ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند
أحمد) ج ص48 والبحر المحيط ج8 ص317 والفصول المهمة لابن الصباغ
ص107 ولباب النقول ص225 وروح المعاني ج29 ص43 ونور الأبصار ج78
وينابيع المودة ص120. وفتح الملك العلي ص22 و 23 وشرح المقاصد
ج5 ص297 والمنـاقب
للخوارزمي ص282
= =
و 283
ومحاضرات الأدباء ج1 ص39 وج 4 ص447 ونظم درر السمطين ص92 وأهل
البيت لتوفيق أبي علم ص225 و 226 وخصائص الوحي المبين ص154 ـ
157 وكشف الغمة ج1 ص322 ومجمع البيان ج10 ص345 و 346 وبحار
الأنوار ج35 ص326 ـ 331 وغاية المرام ص336 وأنساب الأشراف ج2
ص121 (بتحقيق المحمودي) وتفسير فرات ص500 و 501 وتفسير البرهان
ج4 ص375 و 376 وفضائل الخمسة ج1 ص272 ـ 274 والدر المنثور ج6
ص260 عن ابن عساكر، وابن النجار، وابن جرير، وابن مردويه وابن
المنذر، وابن أبي حاتم، وسعيد بن منصور، والواحدي، وأبي نعيم،
وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج3 ص147 ـ 154 ج14 ص220 و 241 وج20
ص92 و 97 عن أكثر من تقدم وعن المصادر التالية: شرح نهج
البلاغة للمعتزلي ج4 ص319 وج2 ص263 وإعراب ثلاثين سورة ص103
ومناقب مرتضوي ص36 والكواكب الدرية للمناوي ص39 والذريعة
(للراغب) ص92 وتوضيح الدلائل (مخطوط) ص169 و 210 وتاريخ مدينة
دمشق ج2 ص423 وج 36 ص77 وعن لسان الميزان ج6 ص376 وسعد السعود
ص108 وما نزل من القرآن في علي (لأبي نعيم) ص266 و 286 ومنال
الطالب ص85 وغاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام ص72
ونهاية البيان في تفسير البرهان ج8 ص40 والإمام المهاجر ص158
ومطالب السؤل ص20 والكشف والبيان (مخطوط) ومفتاح النجا (مخطوط)
ص40 و 41 وأرجح المطالب ص161 و 160 و 63 والإربعين للسيد عطاء
الله (مخطوط)
= =
ص27 وطبقات المالكية ج2 ص72 وشرح ديوان أمير المؤمنين للميبدي
(مخطوط) ص180 والمختار في مناقب الأخيار (مخطوط) ص3 والروض
الأزهر ص108 والكاف الشاف ص177 ومعترك الأقران في إعجاز القرآن
ج2 ص36 ووسيلة النجاة ص136 و 156 والتعريف والإعلام (مخطوط)
ص67 ومناقب علي للعيني ص55 وسمط النجوم ج2 ص504 وزين الفتى
(مخطوط) ص605 وجمع الجوامع ج2 ص308 وتفسير الثعلبي (مخطوط)
ص201.
([7])
شرح المواقف ج8 ص370.
|