صفحة :177   

الشانئون والحاقدون:

قال الحلبي الشافعي: «وذكر بعض الرافضة : أن قوله تعالى: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ جاء في الحديث: أنها نزلت في علي كرم الله وجهه.

قال الإمام ابن تيمية : وهذا حديث موضوع باتفاق أهل العلم. أي وعلى تقدير صحته لا مانع من التعدد»([1]).

ونقول:

1 ـ تقدم آنفاً: أن حديث نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» مروي عند أهل السنة ، وبطرقهم، أكثر مما هو مروي عند الشيعة . والمصادر المتقدمة، وشخصيات الرواة توضح ذلك. بل إن بعض الرواة لم يكونوا في خط علي «عليه السلام»، ولا من أنصاره.

2 ـ قد عرفنا: أن أصل تصدي زيد  لابن أبي مشكوك فيه.

3 ـ إن سياق الآيات لا ينسجم مع قضية زيد .

4 ـ إن سورة الحاقة قد نزلت قبل الهجرة.

إلا أن يدَّعى: أن هذه الآية مما تكرر نزوله.

ولكنها دعوى: تحتاج إلى شاهد، بل الشواهد المذكورة آنفاً على خلافها.

5 ـ أضف إلى ذلك: أن هذه الدعوى لا تتنافى مع حديث نزولها في علي «عليه السلام» قبل الهجرة، أو بعدها.

6 ـ لم يذكر لنا التاريخ أياً من أهل العلم قال: إن هذا الحديث موضوع، فضلاً عن أن يكون أهل العلم قد اتفقوا على ذلك. وهذه هي الكتب والموسوعات متداولة بين أيدي جميع الناس، فليراجعها من أراد.


 

([1]) السيرة الحلبية ج2 ص291 و (ط دار المعرفة) ج2 ص603.

 
   
 
 

موقع الميزان