قال الحلبي الشافعي:
«وذكر
بعض الرافضة
: أن قوله
تعالى: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾
جاء في الحديث: أنها نزلت في علي كرم الله وجهه.
قال الإمام
ابن تيمية :
وهذا
حديث موضوع باتفاق أهل العلم.
أي وعلى تقدير صحته لا مانع من التعدد»([1]).
ونقول:
1 ـ
تقدم
آنفاً: أن حديث نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه
السلام»
مروي عند أهل السنة
،
وبطرقهم، أكثر مما هو مروي عند الشيعة
.
والمصادر المتقدمة، وشخصيات الرواة توضح ذلك. بل إن بعض الرواة لم
يكونوا
في خط علي «عليه السلام»، ولا من أنصاره.
2 ـ
قد
عرفنا: أن أصل تصدي زيد
لابن
أبي
مشكوك فيه.
3 ـ
إن
سياق الآيات لا ينسجم مع قضية زيد
.
4 ـ
إن
سورة الحاقة قد نزلت قبل الهجرة.
إلا أن يدَّعى:
أن هذه
الآية مما تكرر نزوله.
ولكنها دعوى:
تحتاج
إلى شاهد، بل الشواهد المذكورة آنفاً على خلافها.
5 ـ
أضف
إلى ذلك: أن هذه الدعوى لا تتنافى مع حديث نزولها في علي «عليه السلام»
قبل الهجرة، أو بعدها.
6 ـ
لم
يذكر لنا التاريخ أياً
من أهل
العلم قال: إن هذا الحديث موضوع، فضلاً
عن أن
يكون أهل العلم قد اتفقوا على ذلك. وهذه هي الكتب والموسوعات متداولة
بين أيدي جميع الناس، فليراجعها من أراد.
([1])
السيرة الحلبية ج2 ص291 و (ط دار المعرفة) ج2 ص603.
|