صفحة : 246   

لماذا كان التزوير؟!:

ولعل السبب في هذا التزوير:

1 ـ أن ما أخبر به رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقوله: ولك مثلها يا علي تعطيها وأنت مضطهد مقهور([1]).. قد أحرج اتباع معاوية  ومحبيه بعد قضية التحكيم بعد صفين .

فلجأوا إلى إثارة الشبهات حول علي «عليه السلام»، لتخفيف الوطأة عن فريقهم.

2 ـ إن نفس الطعن بقداسة علي «عليه السلام»، وفي عصمته، والحط من مقامه، والنيل منه، وابتذال شخصيته، ونسبة الرذائل والمعاصي إليه، وتصغير شأنه، حتى يصبح كسائر الناس العاديين، أمر مطلوب، ومحبوب لأعدائه، ومناوئيه. وبذلك تضعف حجة الطاعنين في مناوئيه، ويخرج أتباعهم من الإحراجات القوية التي تواجههم.

3 ـ تكريس أبي بكر على أنه الرجل المميز بين جميع الصحابة، الذي كان يرى في الحديبية رأي رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويدعو الناس للقبول منه، والتسليم له..

قال دحلان : «.. ولم يكن أحد في القوم راضياً بجميع ما يرضى به النبي «صلى الله عليه وآله»، غير أبي بكر الصديق، وبهذا يتبين علو مقامه.

ويمكن أن الله كشف لقلبه، وأطلعه على بعض تلك الأسرار التي ترتبت على ذلك الصلح، كما أطلع على ذلك النبي «صلى الله عليه وآله»، فإنه حقيق بذلك، كيف وقد قال النبي «صلى الله عليه وآله»: والله، ما صب الله في قلبي شيئاً إلا وصببته في قلب أبي بكر »([2]).

وقد نسي دحلان أن أبا بكر قد حزن في الغار. ولم يحزن الرسول «صلى الله عليه وآله»، فأين ذهب ما كان النبي قد صبه في قلب أبي بكر آنئذ. وكذلك الحال في مبارزة عمرو في الخندق وكذلك ما جرى في خيبر وسواها..

4 ـ إن السعي إلى جعل علي وعمر في سياق واحد، من حيث إن هذا يشك في دينه في الحديبية ، وذاك يعصي أوامر الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» من شأنه أن يوجد حالة من التوازن، ثم تترجح كفة الفريق الآخر حيث جعل أبو بكر فوق الجميع، بل هو في مستوى رسول الله «صلى الله عليه وآله».


 

([1]) راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص220 و 204 والمعيار والموازنة ص200 وخصائص أمير المؤمنين علي «عليه السلام» للنسائي ص149 و 150 وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص419. والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص43 والسـيرة = = الحلبية ج3 ص20 ومجمع البيان ج9 ص118 و 119 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص214 وبحار الأنوار ج20 ص335 و 352 و 357 و 359 و 363 و 333 وج33 ص314 و 316 و 317 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص54 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص390 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص147 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص179 و 180 وتاريخ الخميس ج2 ص21 وحبيب السير ج1 ص372 وتفسير القمي ج2 ص313 والخرايج والجرايح ج1 ص116 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص190 وج2 ص588 و 232 والمغني لعبد الجبار ج16 ص422 وينابيع المودة للقندوزي ص159 وصبح الأعشى ج14 ص92 والأمالي للطوسي ج1 ص190 و 191 وصفين للمنقري ص508 و 509 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص210 والإرشاد للمفيد ج1 ص120 وإعلام الورى ص97 والبرهان ج4 ص193 ونور الثقلين ج5 ص52 والفتوح لابن أعثم ج4 ص8 والبداية والنهاية ج7 ص277 والأخبار الطوال ص194 عن تاريخ الأمم والملوك ج5 ص52 وعن فتح الباري ج5 ص286.

([2]) السيرة النبوية لدحلان ج2 ص43.

 
   
 
 

موقع الميزان