وقد قلنا:
إن رسول الله
«صلى
الله عليه وآله»
قال لعلي «عليه السلام» في الحديبية
: لك مثلها، تعطيها، وأنت مضطهد، أو مضطر..
وظهر مصداق قوله
«صلى الله
عليه وآله»
في حرب صفين
، حينما أخذوا بكتابة كتاب الموادعة، فابتدأوا فيه
بعبارة:
هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين ومعاوية بن أبي
سفيان
..
فقال معاوية
:
بئس الرجل أنا إن أقررت: أنه أمير المؤمنين ثم قاتلته.
وقال عمرو
:
لا بل نكتب اسمه، واسم أبيه، إنما هو أميركم، فأما أميرنا فلا.
فلما أعيد إليه الكتاب أمر
بمحوه.
فقال الأحنف
:
لا تمح اسم إمرة المؤمنين عنك؛ فإني أتخوف، إن محوتها أن لا ترجع إليك
أبداً، فلا تمحها.
فقال «عليه
السلام»:
إن هذا اليوم كيوم الحديبية
، حين
كتب الكتاب عن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
هذا ما تصالح عليه محمد رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
وسهيل بن عمرو
.
فقال سهيل
:
لو أعلم أنك رسول الله لم أقاتلك ولم أخالفك، إني لظالم لك إن منعتك أن
تطوف بيت الله، وأنت رسوله، ولكن اكتب: من محمد بن عبد الله..
فقال
لي رسول الله «صلى الله عليه وآله»:
يا علي، إني لرسول الله، وأنا محمد بن عبد الله، ولن
يمحو عني الرسالة كتابي لهم: من محمد بن عبد الله، فاكتبها، فامح ما
أرادوا محوه، أما إن لك مثلها، ستعطيها وأنت مضطهد([1]).
([1])
بحار الأنوار ج32 ص541 و 542 وصفين للمنقري ص503 و 504
والمسترشد ص391 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص232 والدرجات
الرفيعة ص117 وينابيع المودة ج2 ص18 وموسوعة التاريخ الإسلامي
ج2 ص628 ومصادر ذلك كثيرة.
|