صفحة : 245   

لك مثلها يا علي:

وقد قلنا: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام» في الحديبية : لك مثلها، تعطيها، وأنت مضطهد، أو مضطر..

وظهر مصداق قوله «صلى الله عليه وآله» في حرب صفين ، حينما أخذوا بكتابة كتاب الموادعة، فابتدأوا فيه بعبارة:

هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين ومعاوية بن أبي سفيان ..

فقال معاوية : بئس الرجل أنا إن أقررت: أنه أمير المؤمنين ثم قاتلته.

وقال عمرو : لا بل نكتب اسمه، واسم أبيه، إنما هو أميركم، فأما أميرنا فلا.

فلما أعيد إليه الكتاب أمر بمحوه.

فقال الأحنف : لا تمح اسم إمرة المؤمنين عنك؛ فإني أتخوف، إن محوتها أن لا ترجع إليك أبداً، فلا تمحها.

فقال «عليه السلام»: إن هذا اليوم كيوم الحديبية ، حين كتب الكتاب عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: هذا ما تصالح عليه محمد رسول الله «صلى الله عليه وآله» وسهيل بن عمرو .

فقال سهيل : لو أعلم أنك رسول الله لم أقاتلك ولم أخالفك، إني لظالم لك إن منعتك أن تطوف بيت الله، وأنت رسوله، ولكن اكتب: من محمد بن عبد الله..

فقال لي رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا علي، إني لرسول الله، وأنا محمد بن عبد الله، ولن يمحو عني الرسالة كتابي لهم: من محمد بن عبد الله، فاكتبها، فامح ما أرادوا محوه، أما إن لك مثلها، ستعطيها وأنت مضطهد([1]).


 

([1]) بحار الأنوار ج32 ص541 و 542 وصفين للمنقري ص503 و 504 والمسترشد ص391 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص232 والدرجات الرفيعة ص117 وينابيع المودة ج2 ص18 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص628 ومصادر ذلك كثيرة.

 
   
 
 

موقع الميزان