ونقول:
إن لنا
على ما ذكره بعض المؤاخذات:
أولاً:
إن عمر بن الخطاب
لم يكن قد
عرفت عنه تلك الشجاعة التي تؤهله لهذا المقام الخطير، وهو أن يكون
على ميمنة الجيش.. بل وجدنا منه خلاف ذلك، خصوصاً في أحد
والخندق فضلاً عن أحد وسواها.
ولمجارات هؤلاء الناس، نقول:
ألم يكن
أبو دجانة
،
أو الزبير
، أو
المقداد
، أو
الحباب بن المنذر
،
أوسعد بن عبادة
،
موجودين؟! فلماذا لم يعط القيادة لواحد منهم؟!
ثانياً:
لماذا أبهم الدياربكري اسم الذي كان على الميسرة؟! هل لأنه كان
معروفاً بدرجة لم تسمح باستبداله بغيره؟! أو هل كتموا اسمه كما
كتمت عائشة
اسم علي حين ذكرت:
أن النبي
«صلى الله عليه وآله» خرج في مرض موته إلى الصلاة يتوكأ على الفضل
بن العباس
وعلى رجل آخر، لا تحب أن تذكره عائشة بخير، وهو علي «عليه
السلام»؟!
ثالثاً:
قولهم: إن علياً «عليه السلام» في أوائل الحال لم يكن في العسكر
ليس دقيقاً، إذ إنه سيأتي: أن علياً «عليه السلام» كان على رأس
الجيش إلى خيبر
، من حين
خروج ذلك الجيش من المدينة
،
ولكنه حين طال مقامه في خيبر
ـ
ربما عشرة أيام ـ رمدت عيناه، لأن الرمد لم يصب علياً «عليه
السلام» كل هذه المدة الطويلة، بل أصابه قبل قتل مرحب
بوقت يسير، وكان قتل مرحب
في
أواخر حرب خيبر
،
وبعد حصار حصون اليهود عشرات الأيام، فإن حصن القموص وحده حوصر
عشرين يوماً.
وقد أعطى
النبي «صلى الله عليه وآله» اللواء لعلي «عليه السلام» قبل أن يفتح
أي حصن من خيبر
.
([1])
تاريخ الخميس ج2 ص42.