وقد ذُكِرَ في بعض النصوص:
أنه
«صلى الله
عليه وآله»
أرسل أبا بكر
، فرجع
منهزماً، ثم أرسل عمر
، فرجع
منهزماً أيضاً..
وبعضها اقتصر
على عمر
..
وبعضها ذكر:
أنه أرسل عمر مرتين، مرة قبل أبي بكر
، ومرة
بعده.
لكن الذي
لفت نظرنا هو:
إضافة راية ثالثة لرجل من الأنصار
، وأنه رجع منهزماً أيضاً([1]).
والظاهر:
أن المقصود بذلك هو: سعد بن عبادة
، بل لقد صرح الواقدي باسمه،
وبأنه قد رجع مجروحاً([2]).
مع أن الذي ذكرته الروايات الكثيرة، هو:
هزيمة أبي بكر وعمر
، وربما
اقتصرت بعض الروايات على ذكر عمر
أيضاً.
فهل السبب في هذه الإضافة لسعد
، وربما لابن مسلمة وغيره، هو إخراج هذا الأمر عن دائرة قريش
، وعن دائرة الذين استأثروا بالأمر بعد رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
لتشمل الهزيمة زعيم الأنصار
، الذي نافسهم في السقيفة، فأرادوا أن ينيلوه شرف (!!) الهزيمة وإثم
الفرار الذي باؤوا به؟!
وفي نص المقريزي :
«ثم
خرج مرحب
، فحمل على
علي، وضربه، فاتقاه بالترس، فأطن ترس علي «عليه السلام»، فتناول باباً
كان عند الحصن، فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده حتى فتح الله عليه
الحصن.
وبعث رجلاً
يبشر النبي
«صلى الله
عليه وآله»
بفتح حصن مرحب
.
ويقال:
إن باب الحصن جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً.
وروي من وجه
ضعيف عن جابر
:
ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً، فكان جهدهم أن أعادوا الباب الخ..»([3]).
([1])
السيرة الحلبية ج3 ص37 و (ط أخرى) ج2 ص736 والمغازي للواقدي ج2
ص653.
([2])
المغازي للواقدي ج2 ص653 وإمتاع الأسماع ج13 ص333.
([3])
الإمتاع ص314 و 315 والثاقب في المناقب ص257 والإرشاد للمفيد
ج1 ص333 وقال في الهامش: انظر حديث فتح خيبر في تاريخ مدينة
دمشق ج1 ص174 و 248 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) للعلامة
الحلي ص128 وبحار الأنوار ج21 ص1 وج41 ص279 والإمام علي
للهمداني ص613 وكشف الخفاء ج1 ص232 و 366 ومجمع البيان ج9 ص202
والميزان ج18 ص296 وعن البداية والنهاية ج4 ص216 وعن دلائل
النبوة للبيهقي ج4 ص212 ونهج الإيمان لابن جبر ص323 عن مناقب
آل أبي طالب ج2 ص329 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص125 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص359 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص129.
|