ابن الصباغ ينقل عن صحيح مسلم:

   

صفحة : 297-299   

ابن الصباغ ينقل عن صحيح مسلم:

قال ابن الصباغ : «وفي صحيح مسلم: قال عمر بن الخطاب: فما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ، فتساورت لها، وحرصت عليها حتى أبديت وجهي، وتصديت لذلك ليتذكرني..

ثم قال: قالوا: وإنما كانت محبة عمر لما دلت عليه من محبته الله ورسوله، ومحبتهما له، والفتح»([1]).

ونقول:

إن العبارة الأخيرة ربما تجعل ذريعة للقول بأن النبي «صلى الله عليه وآله» حين منع عمر من الراية يكون قد اتهم عمر بشيء لا يحب أحد أن يتهم به..

ثم إن سائر الروايات قد اقتصرت على القول: بأن عمر قال: ما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ.

قال: فتساورت لها، رجاء أن أدعى لها([2]).

فدعا «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام»، فأعطاه إياها، وقال: امش، ولا تلتفت.

فصرخ: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟!

قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم ومالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله([3]).

فهل كانت لدى ابن الصباغ نسخة من صحيح مسلم تختلف عن النسخة التي وصلت إلينا؟

أم أن أحداً قد كتب في هامش نسخته توضيحاً لكلام عمر ، فظنه ابن الصباغ جزءاً من الرواية، فأدرجه فيها؟!

أو أن ابن الصباغ  نفسه قد شرح كلمة عمر بالنحو المتقدم، لكن نساخ كلامه قد أسقطوا (بعض الكلمات)؟!

إن كل ذلك محتمل.. ويؤيد هذا الاحتمال الأخير: أن الماحوزي نقل كلام ابن الصباغ بإضافة ما يدل على أنه كان بصدد توضيح كلام عمر ، فراجع([4]).


 

([1]) الفصول المهمة لابن الصباغ ص38 و (ط دار الحديث) ج1 ص218 عن أبي السعادات اليافعي في المرهم، وكتاب الأربعين للماحوزي ص181 و 287.

([2]) صحيح مسلم (ط محمد علي صبيح) ج7 ص121 ومسند الطيالسي ص320 والتاج الجامع للأصول ج3 ص326 ومسند أحمد ج2 ص384 وعن صحيح البخاري ج7 ص544 (4209 و 4210) والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 وخصائص علي بن أبي طالب للنسائي ص7 والطبقات لابن سعد (ط دار الثقافة الإسلامية مصر) ج3 ص156 ومعارج النبوة ص219 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص124 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص205 وجامع الأصول ج9 ص472 وتذكرة الخواص ص24 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 و 75 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 والنهاية لابن الأثير ج2 ص420 وينابيع المودة ج1 ص154 وبحار الأنوار ج39 ص12 و 13 وشرح صحيح مسلم للنووي ج15 ص176 والديباج على مسلم ج5 ص387 ورياض الصالحين للنووي ص108 والجوهرة في نسب علي بن أبي طالب وولده ص68 وشرح أصول الكافي للمازندراني ج6 ص136 وج12 ص494 وتاريخ الخميس ج2 ص48.

([3]) صحيح مسلم (ط محمد علي صبيح) ج7 ص121 ومسند الطيالسي ص320 والتاج الجامع للأصول (ط مصر) ج3 ص326 ومسند أحمد ج2 ص384 والخصائص للنسائي ص7 والطبقات لابن سعد (ط دار الثقافة الإسلامية) ج3 ص156 ومستدرك الحاكم ج3 ص38 والمعجم الصغير (ط دهلي) ص163 وتذكرة الخواص ص24 و 25 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188.

([4]) كتاب الأربعين للماحوزي ص181 و 189.

 
   
 
 

موقع الميزان