زعمت النصوص المتقدمة:
أن أبا بكر وعمر
قاتلا
في خيبر
قتالاً
شديداً، وقد جهدا فلم
يفتح لهما..
وهذا غير
صحيح:
أولاً:
إن قول النبي «صلى الله عليه وآله»: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله
ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله
عليه، فيه تعريض ظاهر، يصل إلى حد الإتهام لمن سبق علياً «عليه السلام»
بأنهم فرارون، وبأنهم لا يحبون الله ورسوله..
بل بعض
النصوص تذكر:
أنه «صلى الله عليه وآله» قال: هكذا تفعل المهاجرون والأنصار
؟! حتى قالها ثلاثاً ـ لأعطين الراية إلخ..([1]).
وفي بعضها:
فغضب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقال: ما بال أقوام يرجعون
منهزمين، يجبنون أصحابهم؟([2]).
فلو كان أبو
بكر
وعمر
قد
قاتلا حتى جهدا
لم يصح هذا
التعريض منه بهما وبمن معهما، بل كان يجب الإشادة بهما، وإغداق الأوسمة
عليهما وعليهم، وذلك يدل على أن هزيمتهم لم تكن بسبب قوة اليهود
، بل
بسبب الجبن والتخاذل، الأمر الذي الحق ضرراً بالغاً بروحية المسلمين..
ثانياً:
ويدل على ذلك: أن الأصحاب كانوا يتبادلون الإتهامات حول ما حدث، كما
دلت عليه النصوص المتقدمة.
ثالثاً:
في بعض النصوص ما يشير إلى أن عمر بن الخطاب
لم يصل إلى العدو، بل سار بالراية غير بعيد، ثم رجع
يجبِّن أصحابه ويجبنونه، فقال «صلى الله عليه وآله»: ليست هذه الراية
لمن حملها، جيئوني بعلي([3])..
([1])
بحار الأنوار ج21 ص12 وج32 ص344 والإحتجاج للطبرسي ج2 ص64.
([2])
الخرائج والجرائح ج1 ص159 وبحار الأنوار ج21 ص28.
([3])
الإرشاد للمفيد ج1 ص26 وبحار الأنوار ج21 ص15 وراجع: مدينة
المعاجز ج1 ص174.
|