وقد حيرنا قول
المؤرخين عن أولئك الذين هربوا بالأمس أكثر من مرة: كلهم يرجو أن
يُعْطىَ الراية!!
فهل يحسبون أن النبي «صلى الله عليه وآله» يتصرف
عشوائياً، وبلا موازين، أو أنه قد نسي هزائمهم
المتكررة، أو أنه لا يستفيد من التجربة التي تمر به، وهو القائل في
غزوة بدر
: لا يلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين([1])..
أم ظنوا:
أن الله يعطي معجزاته وكراماته لمن يستحق ولمن لا يستحق، خصوصاً أولئك
الذين لم يلتقطوا أنفاسهم من عناء الهرب، الذي يريد «صلى الله عليه
وآله» بنفس موقفه هذا أن يعالج سلبياته، وآثاره المقيتة والمزعجة؟!
وكيف يتطاول
للراية من كان بفراره المقيت سبباً في اتخاذ النبي «صلى الله عليه
وآله» هذا القرار الحاسم باعطاء الراية لكرار غير فرار؟!
([1])
راجع: مجمع الزوائد ج8 ص90 ومسند ابن راهويه ج1 ص395 والأدب
المفرد ص272 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص240 والديباج على مسلم
ج6 ص299 وعن فتح الباري ج10 ص439 و 440 وصحيح ابن حبان ج2 ص438
والمعجم الكبير ج2 ص222 و ج17 ص20 والمعجم الأوسط ج7 ص34 و 83
وج1 ص31 ومسند الشاميين ج1 ص161 ومعرفة علوم الحديث ص250 ومسند
الشهاب ج2 ص34 ورياض الصالحين ص711 وعن الجامع الصغير ج2 ص758
وعن كنز العمال ج1 ص147 و 166 وفيض القدير ج6 ص588 والفتوح
لابن أعثم ج3 ص57 وسبل السلام للعسقلاني ج4 ص55 ومشكاة الأنوار
ص551 والصراط المستقيم ج1 ص114 وعن بحار الأنوار ج110 ص10 وعن
مسند أحمد ج2 ص115 وسنن الدارمي ج2 ص319 وعن البخـاري ج7 ص103
وعن مسلـم ج8 ص227 وعن سنن = = أبي داود ج2 ص448 وسنن ابن ماجة
ج2 ص1318 والسنن الكبرى ج6 ص320 وشرح النووي على صحيح مسلم ج18
ص114 وسبل الهدى والرشاد ج2 ص97 وقصص الأنبياء للجزائري ص207
وكشف الخفاء ج2 ص185 و 374 و 375 والأحكام لابن حزم ج7 ص968
والضعفاء الكبير للعقيلي ج1 ص74 والمجروحون لابن حبان ج1 ص40
والكامل لابن عدي ج3 ص331 و 444 و ج4 ص65 والعلل للدارقطني ج9
ص109 و 111 وتاريخ بغداد ج5 ص427 وتاريخ مدينة دمشق ج55 ص372
وسير أعلام النبلاء ج5 ص340 و 342 والذريعة ج25 ص51 وتاريخ
جرجان ص314 والبداية والنهاية ج3 ص381 و ج4 ص53 وتنزيه
الأنبياء ص110 ونهج الإيمان لابن جبر ص54 و 618 والشفاء لعياض
ج1 ص80 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص486 وج3 ص92 وعن عيون
الأثر ج1 ص401.
|