صفحة : 329   

التدخل الإلهي خارج دائرة الإختيار:

وقد أظهرت النصوص المتقدمة: أنه حين ظهر إحجام هؤلاء الناس عن القيام بواجبهم الشرعي في دفع العدو، تدخل الله تعالى لحفظ دينه بصورة إعجازية، بشفاء علي «عليه السلام» من دون أن يؤثر ذلك على خيار واختيار أعدائه تعالى، أي أنه تعالى لم يحل بينهم وبين ما يريدون، ولم يشل حركتهم، ولم يمنعهم من ممارسة حرياتهم، لكي يشعروا بأنهم قد ظلموا في ذلك..

كما أنه سبحانه وتعالى لم يقهر المسلمين ولا علياً «عليه السلام» على التصدي للحرب، بل اكتفى بإزالة الموانع من طريق علي «عليه السلام» بشفاء عينيه، وأفسح المجال له لكي يختار، فاختار ما يقتضيه حبه لله ورسوله بعد أن أساء الآخرون الإختيار، فاختاروا الحياة الدنيا، وأنفسهم، وأظهروا: أن أنفسهم ومصالحهم أحب إليهم من الله ورسوله..

 
   
 
 

موقع الميزان