علي عليه السلام لا يترك الصلاة

   

صفحة : 106   

علي عليه السلام لا يترك الصلاة:

وقالوا: إن علياً «عليه السلام» أجلُّ من أن يترك الصلاة([1]). فإذا ورد ما ينسب ذلك إليه، فلابد من ردِّه.

ونقول:

أولاً: صرح النص الذي ذكر رد الشمس لعلي «عليه السلام» في منزل رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المدينة، بأن علياً «عليه السلام» قد صلى إيماءً، وأراد الله أن يظهر كرامته، فردها عليه ليصلي صلاة المختار.

ثانياً: إذا كان الغروب يتحقق بذهاب الحمرة المشرقية، فإذا أردت فور غيابها عن النظر، فإن الصلاة لا تكون قضاء في هذه الحالة، لأن المفروض أن الغروب لم يتحقق بعد.. فلا يصح القول: إن الصلاة قد فاتته، وقد روي في صحيح مسلم وغيره: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: إذا غابت الشمس من ها هنا وأشار إلى المغرب، وأقبل الليل من ها هنا، وأشار إلى المشرق، فقد أفطر الصائم([2]).

ثالثاً: ذكرت بعض النصوص: أن الله تعالى رد الشمس عليه، أو حبسها له بعدما كادت تغرب.

وهذا معناه: أن صلاة العصر لم تكن قد فاتته، لأن وقتها يمتد إلى وقت غروب الشمس.

وقال ابن إدريس في السرائر: «ولا يحل أن يعتقد أن الشمس غابت، ودخل الليل، وخرج وقت العصر بالكلية، وما صلى الفريضة «عليه السلام»، لأن هذا من مٌعْتَقِدِهِ جهل بعصمته «عليه السلام»، لأنه يكون مخلاً بالواجب المضيق عليه. وهذا لا يقوله من عرف إمامته، واعتقد بعصمته»([3]).

وعلى كل حال: فإن مناوئي علي «عليه السلام» قد سعوا بكل ما لديهم من طاقة وحول إلى إبطال هذه الكرامة الكبرى له «عليه السلام»، أو إثارة الشبهات والتشكيكات حولها، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، ولو كره الشانئون، والحاقدون، والحاسدون لعلي «عليه السلام»، وللأئمة الطاهرين من ولده «عليهم السلام»..

فمن أراد الاطلاع على المزيد مما يرتبط بهذا الموضوع، فليرجع إلى كتابنا الموسوم بـ: «رد الشمس لعلي عليه السلام»، والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

 


([1]) منهاج السنة ج4 ص186 و 195.

([2]) صحيح مسلم ج3 ص132 والمجموع للنووي ج6 ص303 وراجع: الجامع لأحكام القرآن ج2 ص328 و 329 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص578 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص216 ومسند الحميدي ج1 ص12 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص252 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص288 .

([3]) راجع: السرائر ج1 ص265 وبحار الأنوار ج80 ص318.

 
   
 
 

موقع الميزان