وإن تحريض
عمرو بن العاص لأبي بكر وعمر على نقض تدبير علي «عليه السلام»، حين
أدرك أنه سوف يأتي بالنصر، لا نجد له مبرراً إلا الحسد الغبي، والحقد
الأرعن لإنسان مهزوم، كان يمكن أن يلمِّع صورته ببعض الأعذار حتى لو
كانت باهتة وشوهاء، ولو بأن يقر بما انتابه من رعب وخَوَر، وخوف، ناشيء
عن ضعف البصيرة، وضعف الصلة بالله، الأمر الذي هوَّن عليه مخالفة
التكليف الإلهي، وليدَّع ـ بعد ذلك ـ أنه قد ندم وتاب، وأسف لما بدر
منه.
ولكن لا يمكن
تصور إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر يسعى لتضييع النصر على الدين
وأهله، استجابة منه لرذيلة الحسد، والحقد غير المبرر ولا المقبول!
|