ذكرت
الرواية:
اعتراض ابن عباس على النبي «صلى الله عليه وآله» لإرساله علياً في مئة
وخمسين رجلاً لمواجهة خمس مئة رجل فيهم الحارث بن مكيدة، الذي يعد بخمس
مئة فارس([1]).
ونحن نرتاب في
صحة ذلك:
أولاً:
لشكنا في أن
يكون ابن عباس في المدينة آنئذٍ لأن العباس إنما أسلم في فتح مكة،
وهاجر إلى المدينة بعد ذلك، وكان قبل ذلك في مكة، والمفروض أن زوجته
وأولاده كانوا معه.. والقضية التي نحن بصددها كانت قبل ذلك الفتح..
ثانياً:
إن الناس قد عادوا من خيبر للتوّ، وقتل فيها علي «عليه السلام» مرحب
اليهودي، وقلع باب الحصن بيده، وقتل قبل ذلك عمرو بن عبد ود وهو يعد
بألف فارس، وهزم جيش الأحزاب، وهزم أيضاً قريظة والنضير، والمشركين في
أحد.. وفعل في بدر الأفاعيل بالمشركين، فلماذا يخشى عليه ابن عباس، أو
غيره..
ثالثاً:
إن ابن عباس كان في هذا الوقت صغيراً، فإن عمره ما بين الثمان إلى
العشر سنوات، وحتى لو زاد عمره عن ذلك، فإن اعتراضه على النبي «صلى
الله عليه وآله»، ليس مستساغاً، ولا مقبولاً لا سيما مع ما ظهر منه من
جرأة وبعد عن الأدب واللياقة مع النبي «صلى الله عليه وآله».
كما أن الجواب المنسوب إلى النبي «صلى الله عليه
وآله»، وهو قوله:
أمط عني يا
ابن عباس.. لا يخلو من قسوة على طفل بهذه السن..
([1])
بحار الأنوار ج21 ص87 وتفسير فرات الكوفي ص595.
|