بالنسبة لقولهم:
إنه «صلى الله عليه وآله» أخذ الراية من سعد، وأعطاها للزبير، نقول:
إنها رواية زبيرية.. رواها الزبير نفسه، ليجر بها النار إلى قرصه،
وروجها له الزبيريون أيضاً..
ونحن نستبعد
أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد كلف الزبير بمهمة أخذ الراية من سعد،
فقد عرفنا أن الزبير لم يكن على يقين من صدق النبي «صلى الله عليه
وآله» حين أخبر بحمل تلك المرأة رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى المكيين،
وحكم ببراءتها، وطلب من علي «عليه السلام» إطلاق سراحها كما تقدم، فكيف
يكلفه «صلى الله عليه وآله» بأخذ الراية من سعد، وهي مهمة حساسة قد
يؤدي أدنى سوء تصرف فيها إلى تعقيدات لم يكن من المصلحة ظهورها، خصوصاً
في تلك اللحظات الحساسة؟!
فلا بد من
تكليف رجل حكيم بصير، يحسن التصرف، ويطمئن «صلى الله عليه وآله» إلى
أنه يحل الإشكال، ولا يزيده تعقيداً، ولا يجتهد في اتخاذ قرارات تخالف
أوامر الرسول «صلى الله عليه وآله» وتضيع أهدافه..
|