صفحة :268   

توضيحات نحتاجها:

واللافت هنا: أن علياً «عليه السلام» يأتي إلى دار أخته مقنعاً بالحديد، ولا يعرِّف أخته بنفسه في بادئ الأمر، ولكنه لا يقتحم الدار، مراعاة للحرمة، ثم هو لا يريد أن يروع أهلها، بل ينادي من خارج الدار: أخرجوا من آويتم!

فخرجت إليه أخته، فلم يبادر إلى تعريفها بنفسه، بل تركها تعرِّف هي بنفسها، بأنها بنت عم النبي «صلى الله عليه وآله»، وأخت علي «عليه السلام»، ثم تأمره بالانصراف عن دارها..

ولكن علياً «عليه السلام» يصرّ على موقفه، ويعيد النداء: أخرجوهم.

فلم تضعف، ولم تتراجع، بل قالت له: والله، لأشكونك إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وفي هذه اللحظة ينزع علي «عليه السلام» المغفرة عن رأسه، فعرفته أخته، فجاءته تشتد حتى التزمته.

فنلاحظ: أن علياً «عليه السلام» قد أجرى الأمور على طبيعتها، كما لو كانت ستجري في أية حالة أخرى، وفي أي بيت شخص آخر.

وهو «عليه السلام» رغم أنه كان يواجه أخته لم يتراجع عن أداء واجبه الشرعي مراعاةً لها، أو انسياقاً مع عاطفته تجاهها، كما أنه أراد لها أن تبر بقسمها الذي أطلقته، وهي ترى أنها محقة في إعطائها الأمان لأولئك المشركين فلم يمنعها من ممارسة حقها في الدفاع المشروع عن موقفها، بل كان هو الذي دلها على مكان رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وطلب منها أن تذهب إليه وتشكوه عنده، ليأتي القرار بالعفو من مصدره الأساس، وهو رسول الله «صلى الله عليه وآله». وبذلك يسقط التكليف عن أمير المؤمنين بصورة تلقائية..

 
   
 
 

موقع الميزان