علي
عليه السلام
يؤذن على ظهر الكعبة:
وزعموا:
أنه لما حان وقت الظهر أمر رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
بلالاً أن
يؤذن فوق الكعبة، ليغيظ بذلك المشركين، وكانت قريش فوق رؤوس الجبال.
ونقول:
إن ذلك موضع ريب، والصحيح:
هو أن علياً «عليه السلام» هو الذي فعل ذلك، بدليل:
أولاً:
قد صرحوا: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» دخل البيت يوم الفتح وقت
الظهر([1])،
فإذا كان الوقت ظهراً، وكان «صلى الله عليه وآله» مشغولاً هو وعلي
«عليه السلام» بإزالة الصور من داخل الكعبة، ومن على ظهرها، فمن أولى
من علي «عليه السلام» بالأذان من على ظهر الكعبة في اللحظات الأولى،
وإن كان ذلك لا يمنع من أن يكون بلال قد أذن بعد ذلك في المسجد، أو من
على ظهر الكعبة.
ثانياً:
عن يزيد بن قعنب، أن فاطمة بنت أسد: قالت: لما ولد علي «عليه السلام»
في جوف الكعبة، وأرادت أن تخرج هتف بها هاتف: يا فاطمة، سميه علياً،
فهو علي.. إلى أن قال ذلك الهاتف: «هو الذي يكسر الأصنام، وهو الذي
يؤذن فوق ظهر بيتي إلخ..».
وروى ابن الشيخ الطوسي هذا المضمون، عن العباس ويزيد بن
قعنب، وفيه: وهو أول من يؤذن فوق ظهر بيتي، ويكسر الأصنام إلخ..([2]).
([1])
الخرائج والجرائح ج1 ص97 و 163 وبحار الأنوار ج21 ص117 و 119
وجامع أحاديث الشيعة ج4 ص698 ومستدرك الوسائل ج4 ص38.
([2])
راجع: روضة الواعظين ص77 وبحار الأنوار ج35 ص9 و 37 وعلل
الشرائع ج1 ص164 ومعاني الأخبار ص62 و 63 والأمالي للصدوق (ط
مؤسسة البعثة) ص192 والأمالي للطوسي ج2 ص318 وإحقاق الحق
(الملحقات) ج5 ص57 عن كتاب تجهيز الجيش للدهلوي.
|