علي عليه السلام يصلح ما أفسده خالد

   

صفحة : 10-13   

علي عليه السلام يصلح ما أفسده خالد:

وحين أوقع خالد ببني جذيمة، وقتلهم صبراً، وغدراً بعد أن أمنهم، وبلغ الخبر النبي «صلى الله عليه وآله» رفع «صلى الله عليه وآله» يده إلى السماء قال: اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد، وبكى.

ثم أرسل «صلى الله عليه وآله» علياً أمير المؤمنين «عليه السلام» بمال ورد إليه من اليمن، فودى به لهم الدماء، وما أصيب من الأموال، حتى إنه ليدي العقال وميلغة الكلب، وبقيت بقية من المال أعطاهم إياها، إحتياطاً لرسول الله «صلى الله عليه وآله»([1]).

وفي نص آخر: أنه «عليه السلام» فعل ذلك على أن يُحلُّوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» مما علم ومما لا يعلم.

فقال له «صلى الله عليه وآله»: لما فعلت أحب إلي من حمر النعم، ويومئذ قال لعلي «عليه السلام»: فداك أبواي([2]). فلماذا قالوا: لم يحمع أبويه لأحد إلا لسعد؟!

وفي نص آخر: ثم دعا علياً «عليه السلام» فقال: أخرج إليهم، وانظر في أمرهم، وأعطاه سفطاً من ذهب، ففعل ما أمره، وأرضاهم([3]).

وعن إبراهيم بن جعفر المحمودي، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «رأيت كأني لقمت لقمة من حيس، فالتذذت طعمها، فاعترض في حلقي منها شيء حين ابتلعتها، فأدخل عليٌّ يده، فنزعه».

فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، هذه سرية من سراياك، تبعثها فيأتيك منها بعض ما تحب، ويكون في بعضها اعتراض، فتبعث علياً فيسهله([4]).

قال أبو جعفر، محمد بن علي «عليهما السلام»: فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال:

«يا علي، اخرج إلى هؤلاء القوم، فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك».

فخرج علي «عليه السلام» حتى جاءهم، ومعه مال قد بعث به رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فودى لهم الدماء، وما أصيب لهم من الأموال، حتى إنه ليدي لهم ميلغة الكلب، حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه، بقيت معه بقية من المال، فقال لهم عليٌّ حين فرغ منهم: «هل بقي لكم مال لم يؤد إليكم»؟!

قالوا: لا.

قال: فإني أعطيكم من هذه البقية من هذا المال، احتياطاً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» مما لا يعلم ومما لا تعلمون».

ففعل، ثم رجع إلى رسو ل الله «صلى الله عليه وآله»، فأخبره الخبر، فقال: «أصبت، وأحسنت».

ثم قام رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فاستقبل القبلة قائماً شاهراً يديه، حتى إنه ليرى ما تحت منكبيه، يقول: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد». ثلاث مرات([5]).

وذكر الواقدي: أن علياً «عليه السلام» جاءهم بالمال الذي أعطاه إياه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فودى لهم ما أصاب خالد، ودفع إليهم ما لهم، وبقي لهم بقية من المال، فبعث علي «عليه السلام» أبا رافع إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليستزيده، فزاده مالاً، فودى لهم كل ما أصاب([6]).

ولما رجع علي «عليه السلام» إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال له: ما صنعت يا علي؟!

فأخبره، وقال: يا رسول الله، قدمنا على قوم مسلمين، قد بنوا المساجد بساحتهم، فوديت لهم كل من قتل خالد حتى ميلغة الكلاب الخ..([7]).


 

([1]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص201 وأشار في هامشه إلى: البخاري ج4 ص122، والنسائي ج8 ص237 وأحمد في المسند ج2 ص151 والبيهقي في السنن ج9 = = ص115. وراجع: الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص153 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص33 و 34 والإصابة ج1 ص318 و 227 وج2 ص81 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص147 و 148 والبداية والنهاية ج4 ص358 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص592 وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف بمصر) ج3 ص67 و 68 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص342 وأعيان الشيعة ج1 ص278 و 409 والكامل في التاريخ ج2 ص173 والغدير ج7 ص168 و 169 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص72 و 73 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص884 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص145 وأسد الغابة ج3 ص102 والمغازي للواقدي ج3 ص882 وتاريخ الخميس ج2 ص98 والمنمق ص259 و 260  و217 وراجع: الثقات لابن حبان ج2 ص62 و 63.

([2]) تاريخ اليعقوبي (ط دار صادر) ج2 ص61.

([3]) بحار الأنوار ج21 ص140 وإعلام الورى ج1 ص228.

([4]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص200 و 201 عن ابن هشام، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص72 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص883 وتاريخ الخميس ج2 ص98 والغدير ج7 ص169.

([5]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص201 وأشار في هامشه إلى: البخاري ج4 ص122، والنسائي ج8 ص237 وأحمد في المسند ج2 ص151 والبيهقي في السنن ج9 ص115. وراجع: الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص153 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص33 و 34 والإصابة ج1 ص318 و 227 وج2 ص81 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص147 و 148 والبداية والنهاية ج4 ص358 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص592 وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف بمصر) ج3 ص67 و 68 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص342 وأعيان الشيعة ج1 ص278 و 409 والكامل في التاريخ ج2 ص173 والغدير ج7 ص168 و 169 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص72 و 73 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص884 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص145 وأسد الغابة ج3 ص102 والمغازي للواقدي ج3 ص882 وتاريخ الخميس ج2 ص98 والمنمق ص259 و 260 و 217 وراجع: الثقات لابن حبان ج2 ص62 و 63.

([6]) المغازي للواقدي ج3 ص882 وراجع: إمتاع الأسماع ج2 ص7.

([7]) المغازي للواقدي ج3 ص882.

 
   
 
 

موقع الميزان