صفحة : 14 -15  

جرى لأبي زاهر مثل ما جرى لبني جذيمة:

ذكر ابن شهرآشوب قضية إغارة خالد على حي أبي زاهر الأسدي، فجاء سياقها موافقاً ـ تقريباً ـ لسياق قضية بني جذيمة، فقال:

«في رواية الطبري: أنه أمر بكتفهم، ثم عرضهم على السيف، فقتل منهم من قتل.

فأتوا بالكتاب الذي أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» أماناً له ولقومه إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، وقالوا جميعاً: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد.

وفي رواية الخدري: اللهم إني أبرأ إليك من خالد ثلاثاً.

ثم قال: «أما متاعكم فقد ذهب، فاقتسمه المسلمون، ولكنني أرد عليكم مثل متاعكم».

ثم إنه قدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثلاث رزم من متاع اليمن، فقال: يا علي، فاقض ذمة الله، وذمة رسوله. ودفع إليه الرزم الثلاث.

فأمر علي «عليه السلام» بنسخة ما أصيب لهم.

فكتبوا، فقال: خذوا هذه الرزمة، فقوّموها بما أصيب لكم.

فقالوا: سبحان الله هذا أكبر مما أصيب لنا!

فقال: خذوا هذه الثانية، فاكسوا عيالكم وخدمكم، ليفرحوا بقدر ما حزنوا، وخذوا الثالثة بما علمتم وما لم تعلموا، لترضوا عن رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فلما قدم علي «عليه السلام» على رسول الله «صلى الله عليه وآله» أخبره بالذي كان منه، فضحك رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى بدت نواجذه، وقال: أدى الله عن ذمتك، كما أديت عن ذمتي.

ونحو ذلك روي أيضاً في بني جذيمة([1]).

ونقول:

قد ناقشنا ما جرى لبني جذيمة في كتابنا الصحيح من سيرة النبي «صلى الله عليه وآله»، فصل: خالد يبيد بني جذيمة.. ونقتصر هنا على ذكر ما يرتبط بعلي أمير المؤمنين «عليه السلام»، وذلك فيما يلي من عناوين..


 

([1]) مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء سنة 1412 هـ) ج1 ص150 و 151 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص395 وبحار الأنوار ج38 ص73.

 
   
 
 

موقع الميزان