صفحة : 54   

قتل أبي جرول:

ويذكرون في قتل أبي جرول ما يشبه ما ذكروه في قتل ذي الخمار فقد رووا:

عن البراء بن عازب قال: كان رجل على جمل له أحمر، بيده راية سوداء، على رمح طويل، أمام هوازن، وهوازن خلفه. إذا أدرك طعن برمحه، وإن فاته الناس، رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه. فبينما هو كذلك إذ هوى له علي بن أبي طالب، ورجل من الأنصار يريدانه، فأتاه علي بن أبي طالب من خلفه، فضرب عرقوبي الجمل، فوقع على عجزه، ووثب الأنصاري على الرجل، فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه، فانجعف عن رحله.

واجتلد الناس، فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»([1]).

ونقول:

إن الصحيح هو أن علياً «عليه السلام» هو الذي قتل أبا جرول، فلاحظ ما يلي:

1 ـ قال اليعقوبي: «ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله، وكانت الهزيمة»([2]).

2 ـ لعل هذا النص قد تعرض للتحريف، والتصرف والتزييف كما تعودناه في كثير من المواضع، من قبل شانئي علي «عليه السلام».. إذ قد روى الآخرون حادثة قتل أبي جرول، مصرحين، بأن الذي قتله هو علي «عليه السلام» وحده..

وقال الشيخ المفيد «رحمه الله»: وإذا فاته الناس دفع لمن وراءه، وجعل يقتلهم وهو يرتجز:

أنــا أبــو جــرول لا بـــــراح             حـتـى نـبـيـح الـقــوم أو نـبــاح

قال: فصمد له أمير المؤمنين «عليه السلام»، فضرب عجز بعيره، فصرعه، ثم ضربه فقطره، ثم قال:

قـد عـلـم الـقـوم لـدى الصباح           أني لــدى الهـيـجـاء ذو  نـصــاح

فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول.

قال: وقتل علي «عليه السلام» أربعين رجلاً بعد قتل أبي جرول([3]).

3 ـ قال ابن شهرآشوب: «وفارسهم أبو جرول، وإنه قدَّه عظيماً بنصفين، بضربة في الخوذة، والعمامة، والجوشن، والبدن إلى القربوس، وقد اختلفوا في اسمه»([4]).


 

([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص319 وتاريخ الخميس ج2 ص102 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص111 و (ط دار المعرفة) ص69 وراجع: مسند أحمد ج3 ص376 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص348 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص373 والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص896 وعيون الأثر ج2 ص216 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص618 ومصادر كثيرة تقدمت.

([2]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص63.

([3]) الإرشـاد للمفيـد ج1 ص142 ـ 144 وبحار الأنـوار ج21 ص157 وج41 = = ص94 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص604 ـ 606 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص331 والدر النظيم ص183 وكشف الغمة ج1 ص222.

([4]) بحار الأنوار ج41 ص66 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص295 ـ 296 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص355 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص542.

 
   
 
 

موقع الميزان