وهنا بيانات يحسن التعرض لها، وهي التالية:
1 ـ
قالوا: «في عقر علي «عليه السلام» بعير حامل راية
الكفار دليل جواز عقر فرس العدو، ومركوبه، إذا كان ذلك عوناً على قتله»([1]).
2 ـ
إن اللواء هو محط أنظار جميع المقاتلين، فقتل حامله، وسقوط اللواء،
يرعب الجيش، ويشوش حركته، ويصيب المقاتلين بحالة من الضياع والإحباط..
ويهيؤهم للهزيمة، ويدخلهم في التفكير فيها فعلاً.. وهذا ما حصل بقتل
أبي جرول..
3 ـ
لا منافاة بين قولهم: إن هزيمة المشركين كانت حين رماهم النبي «صلى
الله عليه وآله» بكف من تراب أو حصى.. وبين كون السبب هو قتل أبي جرول،
فإن قتله قد يكون متصلاً بما فعله النبي «صلى الله عليه وآله» من حيث
الزمان..
4 ـ
قول ابن شهرآشوب: إن علياً قدّ أبا جرول بنصفين يدل على عدم صحة قولهم:
إن أنصارياً قد شارك علياً في ذلك.. وإن كنا لا نستبعد أن يكون ذلك
الأنصاري حاضراً وناظراً.. لكن إثبات مشاركته غير ظاهر..
5 ـ
لو صح ما ذكروه لبادروا إلى ذكر إسم ذلك الأنصاري، ولعل ذكر اسمه أولى
عند هؤلاء من ذكر اسم علي «عليه السلام».. إذ ليس من الإنصاف أن يذكروا
اسم من ضرب الجمل، ويهملوا من قتل ذلك الفارس العظيم القائد لجيوش
المشركين!!
6 ـ
ما ذكرته الرواية من اجتلاد المسلمين والمشركين بعد عودة المسلمين من
الهزيمة، يتناقض مع ما صرحت به بعض النصوص من أن الهزيمة وقعت على
المشركين، ولم يضرب المسلمون بسيف، ولا طعنوا برمح.
([1])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص350 وزاد المعاد ج3 ص483.
|