التشكيك بما قاله النبي صلى الله عليه وآله

   

صفحة : 82   

التشكيك بما قاله النبي صلى الله عليه وآله:

وأغرب ما قرأناه: أن عمر بن الخطاب حين سمع قول النبي «صلى الله عليه وآله» عن علي «عليه السلام»: بل الله انتجاه، بادر إلى القول: هذا كما قلت لنا قبل الحديبية لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين، فلم تدخله وصددنا عنه..

فقال «صلى الله عليه وآله»: لم أقل إنكم تدخلونه في ذلك العام..

أي أن عمر يريد أن يقول: كما أن ذلك الوعد لم يتحقق، وكنت تتكلم من دون ضابطة، فإن قولك هذا: إن الله انتجى علياً «عليه السلام»، ليس بصحيح أيضاً..

فإذا ظهر للناس أن النبي «صلى الله عليه وآله» يخبر عن أشياء لا واقع لها، ثم قُدِّم لهم شاهد على ذلك، فلا بد أن يستقر هذا الأمر في أذهانهم وقلوبهم، وسيصعب اقتلاعه بعد ذلك: وهذا يؤدي إلى محق الإيمان بالنبوة في قلوبهم وعقولهم..

فاجابه النبي «صلى الله عليه وآله» بما دل على أن ذلك القائل أراد أن يوهم الناس بأمر لا واقع له، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يقل: إن دخولهم مكة سيكون في ذلك العام، بل قال لهم: إنهم سوف يدخلونها من دون تحديد وقت، فلماذا ينسب إليه عمر ما لم يقله؟!

وهي إجابة واضحة، يفهمها كل أحد.. وهي تدين ذلك الرجل الذي اتهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» بما لم يقله.. وتبقى هذه الإدانة ماثلة أمام أعين الأجيال والأحقاب، وتنبئ عن معان كان الأجدر بهم التسترُّ عليها.

 
   
 
 

موقع الميزان