وحول أمر النبي «صلى الله عليه وآله» علياً بأن يقفل
خالداً إليه نقول:
إن هذا يضع علامة استفهام كبيرة حول خالد، وحول طبيعة
أدائه، وسلامة تصرفاته، ويؤكد هذه الشبهة حوله أن النبي «صلى الله عليه
وآله» لم يلزم أحداً ممن كان معه بالرجوع أو بالمضي.
فهل الهدف من ذلك هو الإشارة إلى أنهم لا مسؤولية لهم
عما جرى، وأن المسؤولية منحصرة بشخص خالد..
أو أن الهدف هو تحقيق فرز طبيعي وطوعي لمن كان منسجماً
مع مسلكية خالد، عمن لم يكن كذلك، بل كان لا يوافقه الرأي، ولا يرضى
مسلكيته، ويكون هذا الفريق الأخير هو الذي يلتحق بعلي «عليه السلام».
غير أن النصوص المتوفرة لا تحدد لنا طبيعة الخلل الذي
ظهر من خالد، ولم تشر إلى من أيده فيه.. ونحن لا نستغرب شحة النصوص في
ذلك، ما دام أن الأمر يرتبط برجل كان بمجرد وفاة رسول الله «صلى الله
عليه وآله» سيف السلطةالذي اشهرته في وجه معارضيها ممن رفض البيعة لأبي
بكر..
كما أن هذا الأمر يرتبط أيضاً بعلي «عليه السلام» الذي
لم يزل محارباً على كل صعيد، وتمارس ضده مختلف أساليب القهر، والتزوير
والتحامل.. وإلى يومنا هذا..
|