صفحة : 190   

إخضاع عمرو بن معد يكرب:

تقدم: أن عمرو بن معد يكرب لم يقتصر على الإرتداد، بل بدأ بارتكاب الجرائم، وبالإغارة على الناس الآمنين، فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب، ومضى إلى قومه..

وهذا يشير إلى وقاحة وجرأة على الدماء، واستهانة بكرامات الناس، وسقوط حجاب الأمن المفروض على دماء الناس، وأعراضهم وأموالهم..

فكان لا بد من وضع حد له بصرامة وحزم واقتلاع مصدر الأذى.. ولكن من دون قتله، وذلك رفقاً منه «صلى الله عليه وآله» بقومه، وتسهيلاً عليهم لقبول الإسلام عن قناعة ورضا.. بعيداً عن أي إكراه وقهر.

فبادر «صلى الله عليه وآله» إلى إرسال علي «عليه السلام» للقيام بهذه المهمة، وهكذا كان.

قالوا: «..ومع مبارزته جذبه أمير المؤمنين «عليه السلام» والمنديل في عنقه، حتى أسلم»([1]).

ولأجل خشيته منه «عليه السلام» كان كثيراً ما سأل عن غاراته فيقول: قد محا سيف علي الصنائع.

والصنيع([2]): هو السيف الصقيل المجرب([3]).


 

([1]) بحار الأنوار ج41 ص96 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص606 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص334 وسفينة البحار ج6 ص482.

([2]) راجع الهامش السابق.

([3]) أقرب الموارد ج1 ص665.

 
   
 
 

موقع الميزان