وتقدم:
أن خالداً تمرد على الأمر الذي صدر إليه من علي «عليه السلام»، فأرسل
إليه خالد بن سعيد، فحبسه حتى أدركه علي «عليه السلام» فعنفه على ما
كان منه.
وهذا معناه:
1 ـ
أن خالداً قد أثبت عملياً أنه غير منضبط..
2 ـ
أن علياً «عليه السلام» عامله بالحكمة والحزم..
3 ـ
إنه أرسل إليه خالد بن سعيد، الذي كان خالد بن الوليد لا يستطيع
مناوأته، لقرشيته ولموقعه.. إلا إن كان يريد أن يتمادى في غيه، إلى حيث
لا رجعة، وكان خالد يعلم عواقب ذلك، وأنه ليس في صالحه، ولا سيما مع
علي «عليه السلام»..
4 ـ
إن هذا يدل على أن ما جعله «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»
كان أكثر من مجرد جعل الإمارة له حين يلتقي بخالد.. بل كان خالد ملزماً
بطاعة علي «عليه السلام» في جميع الأحوال، أي سواء التقيا أو افترقا.
والدليل على ذلك:
أن علياً «عليه السلام» لو كان قد تعدى صلاحياته مع خالد، فإن خالداً
كان يشتكيه لرسول الله «صلى الله عليه وآله»..
كما أنه سوف لا يستجيب لطلب خالد بن سعيد، وسيعلن
مظلوميته، وسيبادر إلى الإحتجاج على هذا الإجراء..
ولكنه لم يفعل شيئاً من ذلك، ولم يعترض، ولم يعتذر بأنه
كان يجهل أنه مكلف بطاعة علي «عليه السلام»، كما هو ظاهر..
|