صفحة : 212   

علي عليه السلام خير الناس:

جاء في النص المروي عن المفيد «رحمه الله» قول النبي «صلى الله عليه وآله» عن علي «عليه السلام»: إنه خير لبريدة، ولقومه، بل هو خير من يخلِّف بعده لكافة أمته «صلى الله عليه وآله»..

مما يعني: أنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يدخل علياً «عليه السلام» إلى قلب بريدة من باب الرغبة الطبيعية للإنسان بجلب المنافع لنفسه، ودرء المضار عنها.

ثم أطلق «صلى الله عليه وآله» دعوته الشاملة للأمة إلى محبة علي «عليه السلام»، بالإستناد إلى نفس هذه المعادلة التي قررها.

وبديهي: أن الناس قبل تصفية أرواحهم، والسمو بنظرتهم، وإطلاق عقولهم من أسر الأهواء والشهوات، ينطلقون في مواقفهم من حبهم وبغضهم، وارتباطاتهم العاطفية، ويكون إقدامهم وإحجامهم من منطلقات محسوسة لهم، أو قريبة من الحس، ولا يتفاعلون بعمق مع المُثل والقيم الشريفة، والمفاهيم والمعاني الإيمانية العالية، ذات القيمة الروحية والمعنوية.

من أجل ذلك كان لابد من الرفق بهم، وتيسير الأمور عليهم، بإبراز الجانب الحسي، أو القريب من الحس لتقريبهم من خط الإستقامة على طريق تصفية قلوبهم، وأرواحهم، ليتمكنوا من نيل المعاني السامية، والتفاعل الروحي معها، والإنصهار في بوتقة الإيمان، والإنشداد إلى كل حقائقه ودقائقه، والتفاعل معها بكل وجودهم.

 
   
 
 

موقع الميزان