ورد في النصوص أن هذا الحديث الشريف قاله «صلى الله
عليه وآله» في غزوة تبوك، ونحن نشير ـ على سبيل المثال ـ هنا إلى ما
يلي:
1 ـ
خرج الناس في
غزوة تبوك، فقال علي
«عليه
السلام»
للنبي «صلى الله عليه وآله»: أخرج معك؟!
فقال له النبي «صلى الله عليه
وآله»:
لا.
فبكى علي «عليه السلام»، فقال له
النبي «صلى الله عليه وآله»:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست
بنبي؟!.
إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي([1]).
2 ـ
وقالوا: لما
خرج رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في غزوة تبوك، استخلف علي بن أبي طالب
«عليه
السلام»
على المدينة، فماج المنافقون في المدينة، وفي عسكر رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
وقالوا: كره قربه، وساء فيه رأيه. فاشتد ذلك على علي
«عليه
السلام»،
فقال: يا رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
تخلفني مع النساء والصبيان؟! أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
فقال:
رضي الله برضائي عنك، فإن الله عنك راض، إنما منزلك مني
بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي.
فقال علي «عليه السلام»:
رضيت، رضيت([2]).
3 ـ
وفي رواية سعد
بن أبي وقاص: خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي
«عليه
السلام»:
أتخلفني مع النساء والصبيان؟!
فقال له «صلى الله عليه وآله»:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!([3]).
زاد في نص آخر قوله:
قال: بلى يا رسول الله.
قال:
فأدبر علي
«عليه
السلام»
فكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع([4]).
4 ـ
وفي نص آخر:
عندما خلف علياً
«عليه
السلام»
في المدينة، قال الناس: ملَّه، وكره صحبته.
فتبع علي النبي
«صلى الله
عليه وآله»،
حتى لحقه في بعض الطريق، فقال: يا رسول الله، خلفتني في المدينة مع
النساء والذراري، حتى قال الناس ملَّه وكره صحبته؟!.
فقال له النبي «صلى الله عليه
وآله»:
يا علي، إني خلَّفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟!([5]).
5 ـ
وفي
نص آخر: أنه تبعه إلى ثنية الوداع وهو يبكي ويقول: يا
رسول الله، تخلفني مع الخوالف؟!.
فقال:
أوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا
النبوة؟!([6]).
6 ـ
عن زيد بن
أرقم قال: لما عهد رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
لجيش العسرة، قال لعلي
«عليه
السلام»:
إنه لا بد من أن تقيم أو أقيم.
قال:
فخلَّف علياً وسار. فقال ناس: ما خلفه إلا لشيء يكرهه
منه.
فبلغ ذلك علياً
«عليه
السلام»،
فاتبع رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
حتى انتهى إليه، فقال: ما جاء بك يا علي؟!.
فقال:
يا رسول الله، إني سمعت ناساً يزعمون أنك خلَّفتني لشيء
كرهته مني.
قال:
فتضاحك إليه وقال: ألا ترضى أن تكون مني كهارون من
موسى، غير أنك لست بنبي؟!.
قال:
بلى يا رسول الله.
قال:
فإنه كذلك([7]).
7 ـ
وعن أبي سعيد:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قال لعلي
«عليه
السلام»
في غزوة تبوك: اخلفني في أهلي.
فقال علي «عليه السلام»:
يا رسول الله، إني أكره أن يقول العرب، خذل ابن عمه،
وتخلف عنه.
فقال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!.
قال:
بلى.
قال:
فاخلفني([8]).
ونقول:
إن توضيح ما جرى يحتاج إلى وقفات عديدة.. وقد ذكرنا
بعضها في مكان آخر فمن أراد التوسع فعليه المراجعة([9]).
ونقتصر هنا على خصوص ما يرتبط بأمير المؤمنين «عليه
السلام»، فنقول:
([1])
المعجم الكبير (مطبعة الأمة في بغداد) ج11 ص98 و (ط دار إحياء
التراث العربي) ج12 ص78 وراجع: مختصر تاريخ دمشق ج17 ص329
والعمدة لابن البطريق ص86 و 239 وذخائر العقبى ص87 وبحار
الأنوار ج38 ص242 وج40 ص51 والمراجعات للسيد شرف الدين ص197 و
198 و 396 ومسند أحمد ج1 ص331 والمستدرك للحاكم ج3 ص133 ومجمع
الزوائد ج9 ص120 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص552 وخصائص أمير
المؤمنين «عليه السلام» للنسائي ص64 وخصائص الوحي المبين لابن
البطريق ص11.
([2])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 وراجع: مسند أبي يعلى ج2 ص66 وتاريخ
مدينة دمشق ج42 ص181 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج16 ص51 وج30
ص497.
([3])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص332 والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن
الحسين البيهقي ص205 ومسند أبي يعلى ج1 ص286 ومعارج القبول ج2
ص471 ومسند فاطمة للسيوطي ص62 والمعجم لابن المثنى التميمي
ص230 وتحفة الأحوذي ج10 ص229 وتلخيص المتشابه في الرسم ج2 ص644
وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص632 وج3 ص627 وتاريخ الأحمدي ص99
وفضائل = = الصحابة للنسائي ص14 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان
(ط بيروت) ج9 ص41 والحدائق لابن الجوزي ج1 ص387 عن البخاري،
ومسلم، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والبداية والنهاية ج5
ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 وج7 ص375 وإمتاع
الأسماع ج3 ص336 و 337 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص123 وتغليق
التعليق ج4 ص161 وخصائص أمير المؤمنين «عليه السلام» للنسائي
ص48 ومسند أحمد ج1 ص173 ومسند أبي داود الطيالسي ص29 وراجع:
مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص513
والعمدة لابن البطريق ص129 والطرائف لابن طاووس ص51 وكتاب
الأربعين للشيرازي ص101 وبحار الأنوار ج37 ص263 وكتاب الأربعين
للماحوزي ص80 وشواهد التنزيل ج2 ص35 والإكمال في أسماء الرجال
ص130 وتاريخ بغداد ج11 ص430 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص112 و 160
وكشف اليقين ص281 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص171.
([4])
مسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص177 ومسند أبي يعلى ج2 ص57
ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص513 و
523 و 533 وراجع: مسند أحمد ج1 ص173 والطبقات الكبرى لابن سعد
ج3 ص24 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص176 وج23 ص72 وج30 ص504
و 508 والعمدة لابن البطريق ص128 وبحار الأنوار ج37 ص262.
([5])
مناقب أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص531 و 532
وفضائل الصحابة ص13 ومسند سعد بن أبي وقاص ص174 والسنن الكبرى
للنسائي ج5 ص44 و 119 و 240 وخصائص أمير المؤمنين «عليه
السلام» للنسائي ص76 ومسند أبي يعلى ج2 ص86 والكامل ج2 ص417
وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص151 و 152 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص344
وأعيان الشيعة ج1 ص371 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص159
وج16 ص75 وج21 ص176 و 200 وج22 ص390 و 400 وج30 ص477 و 482 و
501 و 502.
([6])
راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص162 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص344
وتهذيب خصائص الإمام علي «عليه السلام» ص58 والدر المنثور ج3
ص266 والعمدة لابن البطريق ص127.
وراجع:
بحار
الأنوار ج37 ص262 ومسند أحمد ج1 ص170 ومناقب علي بن أبي طالب
لابن مردويه ص112 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث
العربي) ج7 ص377 وغاية المرام ج2 ص24 وشرح إحقاق الحق
(الملحقات) ج5 ص139 وج16 ص77 و 79 وج21 ص188 وج23 ص72 وج30
ص478.
([7])
تاريخ مدينة دمشق ج42 ص186 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص347
والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص24 وتثبيت الإمامة ص53 وشرح
إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص191 و 199 وج16 ص19 و 25 وج30 ص469
و 470 وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص111 والمعجم الكبير ج5 ص203.
([8])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 ومجمع الزوائد ج9 ص109 وتاريخ مدينة
دمشق ج42 ص172 وفضائل أمير المؤمنين «عليه السلام» لابن عقدة
ص57 والأمالي للطوسي ص261 والعمدة لابن البطريق ص133 وبحار
الأنوار ج21 ص232 وج37 ص255 و 265 وموسوعة أحاديث أهل البيت
«عليهم السلام» للنجفي ج3 ص278 ونور الثقلين ج2 ص61 وغاية
المرام ج1 ص239 وج2 ص28 و 82 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5
ص171 و 174 و 197 وج16 ص7 و 12 و 46 وج21 ص168 وج30 ص471.
([9])
راجع كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه
وآله» ج29 وج23.
|