صفحة : 263-266   

ولاه على أهله أو على المدينة:

وأول ما يطالعنا هنا محاولات بذلت للتشويش على حقيقة ما جرى بإدعاء أنه «صلى الله عليه وآله» خلف علياً على أهله، لا على المدينة، كما في الرواية الأخيرة المذكورة آنفاً.. ويشاركها في ذلك قولهم:

وخلف رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي بن أبي طالب «عليه السلام» على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالاً له، وتخففاً منه.

فلما قالوا ذلك أخذ علي «عليه السلام» سلاحه، وخرج حتى لحق برسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو نازل بالجرف، فأخبره بما قالوا.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟! إلا أنه لا نبي بعدي»؟!

فرجع علي «عليه السلام» إلى المدينة.

وهذا الحديث رواه الشيخان، وله طرق([1]).

وإمعاناً منهم في حَبْك أكذوبتهم المتمثلة في نفي استخلاف علي «عليه السلام» على المدينة، زعموا: أنه «صلى الله عليه وآله» استخلف على المدينة محمد بن مسلمة([2])، وهذا هو الثابت عند الواقدي، وقال: لم يتخلف عنه في غزوة غيرها([3]).

وقيل: استخلف سباع بن عرفطة([4]).

وقيل: ابن أم مكتوم([5]).

وقيل: علي بن أبي طالب «عليه السلام».

قال أبو عمر، وتبعه ابن دحية: وهو الأثبت.

ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص، ولفظه: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما خرج إلى تبوك استخلف على المدينة علي بن أبي طالب، وذكر الحديث([6]).


 

([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص441 عن ابن إسحاق، والبخاري، ومسلم. وقال في الهامش: أخرجه البخاري ج7 ص71 (3706) ومسلم ج4 ص1870 (30/2404). وراجع: بحار الأنوار ج21 ص213 وج37 ص267 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص31 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 وذخائر العقبى ص63 والبداية والنهاية ج5 ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز الأدبية) ج2 ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص104 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والثقات لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدها، والرحيق المختوم للمباركفوري ص398. وراجع: مدينة المعاجز ج2 ص9 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص631 وعيون الأثر ج2 ص255 وغاية المرام ج2 ص37 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص212 وج21 ص181 و 185 و 200 و 215 وج22 ص388 وج30 ص509 وأعيان الشيعة ج1 ص282 و 415.

([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن ابن إسحـاق، والـواقـدي، والـرحيـق  = = المختوم للمباركفوري ص398 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن الدمياطي، والبداية والنهاية ج5 ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والدرر لابن عبد البر ص239 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص165 وإمتاع الأسماع ج2 ص50 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص391 وج9 ص227 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص31 و 35 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص631 والعثمانية للجاحظ ص153 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص102 والتنبيه والإشراف ص235 وعيون الأثر ج2 ص254 وعمدة القاري ج18 ص45 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص49 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج22 ص404.

([3]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن الواقدي، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص36.

([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والبداية والنهاية ج5 ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والثقات لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدهـا، = = والرحيق المختوم للمباركفوري ص398 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص102 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن المنتقى، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص35 وإمتاع الأسماع ج2 ص50 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص391 وج9 ص227 والدرر لابن عبد البر ص239 وعيون الأثر ج2 ص254 وتاريخ خليفة بن خياط ص60 والتنبيه والإشراف ص235 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص49.

([5]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص102 والمصنف للصنعاني ج2 ص395 والثقات لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدها، والرحيق المختوم للمباركفوري ص398 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن المنتقى، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص35 والعثمانية للجاحظ ص153 والتنبيه والإشراف ص235 وإمتاع الأسماع (ط دار الكتب العلمية) ج9 ص227 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص205 وسير أعلام النبلاء ج1 ص361.

([6]) المصنف للصنعاني ج5 ص405 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والفصول في سيرة الرسول لابن كثير ص92 وتاريخ الخميس ج2 ص125. وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص527 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص428 وج16 ص51 و 58 وج21 ص176 وج30 ص497 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص181.

 
   
 
 

موقع الميزان