وقد صرحت بعض روايات غزوة تبوك:
أن علياً
«عليه
السلام»
قال للنبي
«صلى الله
عليه وآله»:
«زعمت
قريش أنك خلفتني استثقالاً لي»([1]).
ومن الواضح:
أن قريشاً
كانت تتقصد
أمير المؤمنين
«عليه
السلام»
بالأذى، حتى شكاها علي
«عليه
السلام»
مرات ومرات، ودعا عليها أيضاً فقال: «اللهم عليك بقريش، فإنهم قطعوا
رحمي، وأكفأوا إنائي، وصغروا عظيم منزلتي»([2]).
وكانت قريش كلها على خلافه، وكان جمهور الخلق مع بنى
أمية عليه([3]).
وقد أجمعت قريش على حربه بعد النبي
«صلى الله
عليه وآله»،
كما أجمعت على حرب رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
كما قاله
«عليه
السلام»
في رسالته لأخيه عقيل.
وإن كانت بعض المصادر بدلت كلمة «قريش» بكلمة «العرب»([4]).
وعن الشائعات التي أطلقتها قريش في مناسبة تبوك نقول:
إن إبقاء علي «عليه السلام» أميراً على المدينة قد
ضايقها، وأفسد خططها، فسعت إلى إطلاق هذه الشائعات، علَّها تؤثر في
إعادة النظر في ابقائه، وقد اختارت أن تكون تلك الشائعات تمس الكرامة،
وتؤذي العنفوان،
من قبيل قولهم: إنه «صلى الله عليه وآله» خلَّف علياً «عليه السلام»
استثقالاً له([5]).
وما هذا الذي جرى في تبوك إلا حلقة من حلقات سياسية
قرشية للنيل من هيبة النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام»
وإسقاط قدسيتهما.
أو قولهم:
خلفه في النساء والصبيان([6]).
أو:
كره صحبته([7]).
أو:
مله وكره صحبته([8]).
أو:
استثقله وكره صحبته([9]).
أو:
سئمه وكره صحبته([10]).
وجاء الرد الإلهي الحاسم والحازم في قول رسول الله «صلى
الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
على أن من الواضح:
أن ما فعلته قريش، وأعوانها في غزوة تبوك ما هو إلا حلقة من حلقات
سياسة قرشية تهدف للنيل من هيبة وقداسة النبي وعلي «صلى الله عليهما
وعلى آلهما».. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره أعداء الله، وأعداء
نبيه ووليه..
([1])
المسترشد ص129 و 444 والإرشاد ج1 ص156 وذخائر العقبى ص63
والمستجاد من كتاب الإرشاد ص95 و 96 والصراط المستقيم ج1 ص316
وبحار الأنوار ج21 ص208 و 245 وج37 ص267 والغدير ج3 ص198
والمناظرات في الإمامة ص214 والثقات ج2 ص93 وتاريخ مدينة دمشق
ج2 ص31 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وعن البداية والنهاية
ج5 ص11 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص946 وكشف الغمة ج1
ص227 وعن عيون الأثر ج2 ص254 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12
وسبل الهدى والرشاد ج5 ص441 ونشأة التشيع والشيعة ص109 وكتاب
السنة ص586 وإعلام الورى ج1 ص244 وقصص الأنبياء للراوندي ص349
وشرح الأخبار ج2 ص195 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص183 ونور الثقلين
ج3 ص378 والثقات ج2 ص93 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص145.
([2])
راجع: راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) الرسالة رقم (36) وقسم
الخطب رقم (212) و (32) و (137) وشرح نهج البـلاغـة للمعتزلي
ج6 ص96 وج2 = = ص119
والغارات ج1 ص309 وج2 ص454 و429 و430 وأنساب الأشراف (بتحقيق
المحمودي) ج2 ص74 فما بعدها، وبحار الأنوار (ط قديم) ج8 ص621
والإمامة والسياسة ج1 ص155. وراجع كتابنا: دراسات وبحوث في
التاريخ والإسلام ج1 ص175 و176 للإطلاع على مصادر أخرى.
([3])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص103 وكتاب الأربعين للشيرازي
ص298 وبحار الأنوار ج34 ص297 وراجع: الغارات للثقفي ج2 ص569
وراجع ص454.
([4])
راجع النص المذكور، سواء أكان فيه كلمة «قريش» أو كلمة «العرب»
في المصادر التالية: المعيار والموازنة ص180 والغارات للثقفي
ج2 ص429 ـ 430 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص118 ـ 119 وأنساب
الأشراف (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص74 ـ 75 والأغاني (ط ساسي) ج15
ص46 وبحار الأنوار ج34 ص23 ـ 24 و (ط حجري) ج8 ص621 و 673
وجمهرة رسائل العرب ج1 ص595 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1
ص364 ـ 366 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج4 ص128 ـ 131
وراجع: مكاتيب الرسول
= =
ج1 ص580 ونهج السعادة ج5 ص300 ـ 302 وسفينة البحار ج2 ص215
وأعيان الشيعة ج1 ص519 ـ 520 وأشار إليه في العقد الفريد (ط
دار الكتاب) ج2 ص356 وج3 ص504، وذكره أيضاً في الدرجات الرفيعة
ص155 ـ 157.
وفي
الإمامة والسياسة (ط سنة 1967م) ج1 ص53 ـ 54 و (تحقيق الزيني)
ج1 ص53 و (تحقيق الشيري) ج1 ص74 وقاموس الرجال ج6 ص323 عنه: أن
عقيلاً قد التقى بعائشة، وطلحة، والزبير، أيضاً..
وهذا
كذب صراح لأن طلحة والزبير كانا قد قتلا قبل غارة الضحاك
بسنوات! ولا يخفى سر زيادة ذلك في رسالة عقيل..
ولكنه قال: إن العرب أجمعت على حربه الخ..
([5])
المسترشد ص129 و 444 والإرشاد ج1 ص156 وذخائر العقبى ص63
والمستجاد من كتاب الإرشاد ص95 و 96 والصراط المستقيم ج1 ص316
وبحار الأنوار ج21 ص208 و 245 وج37 ص267 والغدير ج3 ص198
والمناظرات في الإمامة ص214 والثقات ج2 ص93 وتاريخ مدينة دمشق
ج2= = ص31 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وعن البداية والنهاية ج5 ص11 وعن
السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص946 وكشف الغمة ج1 ص227 وعن عيون
الأثر ج2 ص254 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 وسبل الهدى
والرشاد ج5 ص441 ونشأة التشيع والشيعة ص109 وكتاب السنة
ص586
وإعلام
الورى ج1 ص244
وقصص
الأنبياء للراوندي ص349 وشرح
الأخبار ج2 ص195 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص183 ونور الثقلين ج3
ص378 والثقات ج2 ص93 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص145.
([6])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص332 والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن
الحسين البيهقي ص205 ومسند أبي يعلى ج1 ص286 ومعارج القبول ج2
ص471 ومسند فاطمة للسيوطي ص62 والمعجم لابن المثنى التميمي
ص230 وتحفة الأحوذي ج10 ص229 وتلخيص المتشابه في الرسم ج2 ص644
وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص627 وتاريخ الأحمدي ص99 وفضائل
الصحابة للنسائي ص14 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ط بيروت)
ج9 ص41 والحدائق لابن الجوزي ج1 ص387 عن البخاري، ومسلم،
والبداية والنهاية ج5 ص7 وراجع المصادر المتقدمة.
([7])
شرح
الأخبار ج1 ص97 ومسند ابن الجعد ص301 والطبقات الكبرى لابن سعد
ج3 ص24 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص175 وأنساب الأشراف ص94
والمسترشد هامش ص445 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص172 وج16
ص49 وج23 ص72 وج30 ص471 و 472.
([8])
مناقب أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص531 و 532
وفضائل الصحابة للنسائي ص13 ومسند سعد بن أبي وقاص ص174 والسنن
الكبرى للنسائي ج5 ص44 و 119 و 240 وخصائص أمير المؤمنين «عليه
السلام» للنسائي ص76 ومسند أبي يعلى ج2 ص86 والكامل لابن عدي
ج2 ص417 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص151 و 152 ومختصر تاريخ دمشق
ج17 ص344 وأعيان الشيعة ج1 ص371 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5
ص159 وج21 ص176 و 177 و 200 وج22 ص390 و 400 وج30 ص477 و 482 و
501 و 502.
([9])
تاريخ مدينة دمشق ج42 ص117 وبشارة المصطفى ص316 ومقام الإمام
علي «عليه السلام» ص36 ومكاتيب الرسول هامش ج1 ص595 وشرح إحقاق
الحق (المحقات) ج15 ص662 وج22 ص364 وج4 ص445 و 446 عن كفاية
الطالب (ط الغري) ص151.
([10])
الإحتجاج ج1 ص59 ومدينة المعاجز ج1 ص288 وبحار الأنوار ج21
ص223 والتفسير المنسوب للإمام العسكري «عليه السلام» ص380
وغاية المرام ج2 ص140.
|