صفحة : 287   

الإستثناء دليل عموم المنزلة:

قال علماؤنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم: إن استثناء النبوة يدل على أن جميع منازل هارون من موسى «عليهما السلام» ثابتة لعلي «عليه السلام»، باستثناء منزلة النبوة، فإن الإستثناء دليل العموم.

ونقول:

إننا بغض النظر عن إفادة الإستثناء، لذلك نلاحظ:

أن نفس قول القائل لأحدهم: أنت مني بمنزلة فلان، يراد به أن أظهر منازل ذلك الرجل وأقربها إلى فهم الناس ثابتة للمخاطب..

فلا بد من ملاحظة حال ذينك الشخصين مع بعضهما البعض، فإن كان ذلك القائل أباً أو أخاً أو ابناً كانت منزلة الطرف الآخر منصرفة إلى هذه المعاني، أعني الأبوة، والبنوة والأخوة وما إلى ذلك، وإن كان معلماً أو وزيراً، فإن الكلام ينصرف إلى هذه المعاني أيضاً.

وأظهر خصوصية كانت بين هارون وموسى، هي: أخوته، وشد أزره، وشراكته في الأمر، وقيامه مقامه في غيبته، وكونه أولى الناس به حياً وميتاً.

أما خصوصية النبوة فغير مرادة هنا، لأنها قد استثنيت مباشرة من قِبَلِ النبي «صلى الله عليه وآله»، فبقيت سائر المنازل مشمولة لكلامه كما كانت.

 
   
 
 

موقع الميزان