صفحة : 303-304   

ملاحظات سديدة ومفيدة:

1 ـ إن الذي يملك علم ما كان وما يكون ليس إنساناً عادياً، لأن هذا العلم ليس مما يتداوله الناس، بل هو علم خاص، لرجل له طريق إلى الغيب، الذي يدرك الناس أن الله لم يطلع عليه أحداً سوى رسول الله «صلى الله عليه وآله».

2 ـ إن هذا العلم هو ما نسميه بعلم الإمامة.. وهو أحد سبيلين يمكن معرفة الإمام بهما، هما: الإخبار بالغيب.. والنص..

وهناك أمور أخرى، مثل أن يتولى ما لا يصح لغير الإمام أن يتولاه، وكذلك الحال بالنسبة للتصرفات التي لا يقدر عليها إلا نبي أو وصي، ولهذا البحث مجال آخر.

3 ـ إن التعامل مع هذا الشخص يجب أن يكون بانتهاج سبيل الإستقامة والسداد، وإذا لم تفعل الأمة ذلك، فإنها تعرض نفسها للغضب وللعذاب الإلهي..

4 ـ إن الذي كان غائباً عن ذلك الجمع كله الذي سار إلى تبوك هو الذي قال له النبي «صلى الله عليه وآله»: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو باب مدينة علمه.. في إشارة منه «صلى الله عليه وآله» إلى الشخص الذي يملك ذلك العلم الخاص ـ وهو علم الإمامة.

5 ـ ولا بد لنا أخيراً من أن نتذكر أن هذا الذي أبقاه النبي «صلى الله عليه وآله» بالمدينة هو الذي كان «صلى الله عليه وآله» يقول: إن قاتله شقيق عاقر ناقة صالح([1]).

وها هو النبي «صلى الله عليه وآله» يتحدث عن أنه «عليه السلام» باب مدينة العلم، كما تحدث عن منزلته منه.. فهل يمكن أن يكون الذي سيخبرهم بالغيوب، ويتوعد النبي الأمة بالعذاب الإلهي، إن هي نابذته وخالفته، ولم تلتزم معه سبيل الإستقامة والسداد؟! هل يمكن أن يكون شخصاً آخر غير باب مدينة علم النبي «صلى الله عليه وآله»، ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى؟!


 

([1]) راجع: العقد الفريد (ط دار الشرفية بمصر) ج2 ص210 والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص591 ط مصطفى الحلبي وإحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص332  عن بحر المناقب لابن حسنويه، ومقاصد المطالب ص11 والبدء والتاريخ ج5 ص61 ونهاية الأرب ج2 ص190 ومجمع الزوائد ج9 ص137 ومستدرك الحاكم ج3 ص113 وأسد الغابة ج4 ص33 وتلخيص المستدرك للذهبي ج3 ص113 ونظم درر السمطين ص126 والفصول المهمة لابن الصباغ ص113 والمناقب للخوارزمي ونور الأبصار (ط دار العامرة بمصر) ص98.

 
   
 
 

موقع الميزان