وحين نتصفح تاريخ أصحاب رسول الله «صلى الله عليه
وآله»، فإننا لا نجد فيهم من كان يخبر بما كان وما يكون غير علي «عليه
السلام»، وقد بلغ من كثرة أخباره أن صاروا يتهمونه بالكذب والعياذ
بالله، فقد:
1 ـ
سمع أعشى
همدان (وهو غلام) حديثه
«عليه
السلام»،
فاعتبره حديث خرافة([1]).
2 ـ
وكان قوم تحت
منبره
«عليه
السلام»،
فذكر لهم الملاحم، فقالوا: قاتله الله، ما أفصحه كاذباً([2])..
وهناك قضية أخرى تشبه هذه القضية أيضاً، فراجعها([3])..
3 ـ
وحين أخبر الناس بأنه لو كسرت له الوسادة لحكم بين أهل
التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الفرقان
بفرقانهم، وما من آية إلا وهو يعلم أين ومتى، وفي من نزلت.
قال رجل من القعود تحت منبره:
يا لله وللدعوى الكاذبة([4])!!
4 ـ
وكان ميثم التمار يحدث ببعض العلوم والأسرار الخفية،
فيشك قوم من أهل الكوفة، وينسبون أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى
المخرقة، والإيهام، والتدليس الخ([5])..
5 ـ
وقال «عليه
السلام»: «والله لو أمرتكم
فجمعتم من خياركم مائة، ثم لو شئت لحدثتكم إلى أن تغيب الشمس، لا
أخبركم إلا حقاً، ثم لتخرجن فتزعمن: أني أكذب الناس وأفجرهم..»([6]).
6 ـ
وقال مخاطباً
أهل العراق: «ولقد
بلغني أنكم تقولون: علي يكذب! قاتلكم الله»([7])..
7 ـ
وقد تحدث ابن أبي الحديد عن أن قوماً من عسكر
أمير المؤمنين
«عليه
السلام»
كانوا يتهمونه فيما يخبرهم به عن النبي
«صلى
الله عليه وآله»
من أخبار الملاحم، والغائبات. وقد كان شك منهم جماعة في أقواله، ومنهم
من واجهه بالشك والتهمة([8])..
([1])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص289 وبحار الأنوار ج34 ص299 وج41
ص341.
([2])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص136.
([3])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص136.
([4])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص136.
([5])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص291 وبحار الأنوار ج34 ص302.
([6])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص128.
([7])
راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص119 وخصائص الأئمة للشريف
الرضي ص99 والإختصاص ص155 عن كتاب ابن دأب، والإرشاد للمفيد =
= ص162 والفصول المختارة ص262 والإحتجاج ج1 ص255 وينابيع
المودة ج3 ص435 وبحار الأنوار ج34 ص103 و 136 وج35 ص421 وج38
ص269 وج40 ص111 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص127 ونهج
الإيمان ص164 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه
السلام» ج1 ص321.
([8])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص286.
|