إن هذا العرض لما جرى لأبي بكر في
تبليغ مضامين سورة براءة في موسم الحج يمثل أنموذجاً لمكر الماكرين،
وجحود الجاحدين، ﴿وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ
مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾([1])..
مع
أن أحداث هذه القضية كالنار على المنار، وكالشمس في رابعة النهار، ولم
يزل العلماء يتداولونها، ويستدلون بها في قضايا الإمامة، ولا يجد
الآخرون مناصاً عن البخوع لمقتضيات مضامينها، والتسليم بدلالاتها، ولو
وجدوا أي مجال للتأويل أو التحوير لما ترددوا في اللجوء إليه، والتعويل
عليه.
ونحن نوضح هنا الحقيقة في هذه القضية، فنقول:
([1])
الآية 46 من سورة إبراهيم.
|